قال عبدالرزاق العرادي، عضو ملتقى الحوار السياسي، إن طرابلس أضحت مدينة الأرتال، مستدركاً “لا أتحدث عن الأرتال العسكرية القادمة من اشتباكات عبثية أو الذاهبة إليها، فتلك وإن كانت طامّة تعايشنا معها أيّامًا معدودات، فإنها تعود إلى ثكناتها بعد أن نذرف دموع الفقد ثم نمسحها ونحاول النسيان”.
أضاف على حسابه بموقع فيسبوك اليوم “لكنني أتحدّث عن أرتال المسؤولين وأبنائهم وموظفيهم كبارًا وصغارًا، بل حتى أقاربهم وجيرانهم، الذين أفسدوا علينا العاصمة بسيطرتهم على الطرق وتعطيلهم لحركة السير”.
وتابع قائلا “في أحد الأيام وأنا على الساحلي أحصيت 65 رتلاً، أعلم أنها كانت متجهة إلى مناسبة اجتماعية. بعضها مجهّز بكل شيء حتى بسيارة إسعاف، وأبسطها خمس سيارات متتابعة. عدد منها يطلق السرينة أو مصيحات الصوت، ومنهم من يصيح: خوذ يمينك.. اطلع من الطريق! وكأن الطريق ملك أباهم. هذا خلال زحفهم إلى تلك المناسبة، أما الأسوأ فحين يتحركون داخل العاصمة فتُفسح لسيادتهم الطرق طوعًا وكرها والناس بين ضجر وحنق”.
وتابع “أنا المخضرم الذي عاصر زمنًا كان فيه رئيس الوزراء يتنقّل بسيارة مرسيدس مع سائق وأمامه “ترافيكو” فقط، ولا يظهر موكبه البسيط إلا وهو ذاهب إلى العمل أو عائد منه. أمّا اليوم فالمجلس الرئاسي أرتاله لا تُعَدّ، والحكومة أضعاف ذلك، والأشاوس لا يقلّون عنهم، بل حتى مجلس الدولة هو الآخر بأرتاله. نحن في انتظار تشريع يضع حدًا لهذا التخلف: فلا رتل إلا بأمر حركة صادر عن غرفة تضبط التنقّلات، وتمنع الصعاليك من استغلال فائض القوة، وتوقف السير بالأرتال بلا موجب ولا إذن. فقد فاض بالناس الكيل”.