ليبيا الان

الفارسي: إنجازات الجيش تمنح الأمل وتخلق شعبية رغم أزمة الاقتصاد

مصدر الخبر / قناة ليبيا 24

ليبيا 24

الفارسي: المشهد الليبي عند منعطف حاسم مع تصاعد الضغوط الدولية

في تحليل معمق للتطورات الأخيرة، أكد أكاديمي متخصص في الشؤون الدولية أن الدعم الدولي يتجه بقوة نحو دفع العملية السياسية في ليبيا إلى مرحلة جديدة، وسط اتهامات لحكومة الوحدة الوطنية بعرقلة المسار وإفشال جهود التوافق.

تأييد دولي واسع وضغوط من أجل حكومة جديدة

أفاد الدكتور يوسف الفارسي، أستاذ العلاقات الدولية، بأن الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن كشفت عن إجماع دولي كبير على دعم المبعوث الأممي وخطته المقترحة لإنهاء الأزمة. وأوضح الفارسي في تصريحات حصرية أن هذا التأييد يترجم إلى استعداد ملموس من جانب العديد من الدول لدفع عملية سياسية تقود إلى تشكيل سلطة تنفيذية بديلة، لا سيما في ظل التراجع الكبير في شرعية حكومة عبد الحميد الدبيبة وفقدانها الشعبي.

الانقسام السياسي والفشل في تحقيق التوافق

ولكن الفارسي أشار إلى أن التحديات القائمة على الأرض لا تزال جسيمة بسبب استمرار الانقسام السياسي الحاد. وأرجع هذا الانقسام إلى سيطرة ما وصفها بـ “حكومة الدبيبة” في طرابلس، والتي قال إنها تعمل على عرقلة المسار السياسي وتقف حاجزاً أمام تحقيق التوافق الوطني المطلوب لإجراء الانتخابات. وأضاف أن الوضع في غرب ليبيا يكرس حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، بينما تصر الحكومة منتهية الولاية على التمسك بالسلطة.

المجتمع الدولي يرى أن الحوار قادم لا محالة

وتوقع الفارسي أن الضغوط الدولية سوف تتصاعد من أجل إطلاق حوار وطني شامل جديد، تكون نتيجته إنهاء شرعية الحكومة الحالية وتمهيد الطريق لتشكيل حكومة جديدة تشرف عليها البعثة الأممية مباشرة. وذكر أن الأطراف الدولية باتت ترى أن هذه المرحلة محسومة، وأن الحوار أمر لا مفر منه لإنهاء حالة الجمود.

استحالة التوافق المحلي واستعداد مجلس النواب

من ناحية أخرى، لفت الفارسي إلى أن تحقيق توافق بين الأطراف المحلية يبدو مهمة شبه مستحيلة في ضوء سلسلة الإخفاقات المتكررة. وأشاد بدور مجلس النواب، مشيراً إلى أنه قام بواجبه من خلال إقرار القوانين الانتخابية، وأنه يبدي استعداداً كاملاً للتفاوض. إلا أن المشكلة – وفقاً للفارسي – تكمن في الطرف الآخر الذي يرفض بعض المواد القانونية التي يراها إقصائية، مما يحول دون إشراك جميع القوى السياسية في العملية الانتخابية.

إنجازات الجيش تبعث الأمل وتواجه الأزمة الاقتصادية الطاحنة

وعلى صعيد متصل، سلط الفارسي الضوء على “التطور النوعي” الذي حققته القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية. وأكد أن هذه الإنجازات الضخمة، بما في ذلك تحديث قدرات الجيش والانتصارات في مواجهة الإرهاب، عززت الدعم الشعبي للمؤسسة العسكرية بشكل كبير.

وأوضح أن هذه الإنجازات، إلى جانب عمل صندوق إعادة الإعمار، أوجدت شعوراً بالأمل لدى المواطن الليبي، الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة طالت شريحة واسعة من المجتمع من متقاعدين وذوي الدخل المحدود، فضلاً عن موظفي الشركات المتعثرة الذين حُرموا من رواتبهم لسنوات.

اتهامات بالفساد واستنزاف المال العام

ولم يتردد الفارسي في اتهام حكومة الدبيبة بـ “سرقة مقدرات الشعب” و”استنزاف الأموال العامة”، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تمثل العقبة الأكبر أمام الاستقرار والتنمية. واعتبر أن هذه الحكومة تعرقل المشروع الأممي لأنها ترى فيه تهديداً مباشراً لبقائها في السلطة.

خلاصة: طريق طويل نحو الاستقرار

وخلص أستاذ العلاقات الدولية إلى أن المجتمع الدولي أصبح يدرك بوضوح من هو الفاعل الرئيسي في إعادة بناء الدولة وتأسيس جيش وطني موحد، ومن هو المسؤول عن إرساء الفوضى وعدم الاستقرار. وأشار إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة تحظى اليوم بثقة إقليمية ودولية واسعة، في مقابل استمرار جرائم القتل والانفلات الأمني في غرب ليبيا. وأكد أن الشعبية المتزايدة للجيش وتضحياته هي التي رسخت قناعة الليبيين بأن تحقيق الاستقرار المنشود لن يتم إلا عبر مؤسسة عسكرية قوية وموحدة.

يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

قناة ليبيا 24