قال فيصل بوالرايقة، المحلل السياسي، إن ما يشهده الإقليم بالكامل من هزات عنيفة، تكشف عن تغير واضح في الدول وصعود قوى تسعى للسيطرة عليها وسلب إرادتها.
أضاف في تدوينة على حسابه بموقع فيسبوك اليوم “هذا المشهد يجعلنا في ليبيا نعيش واحدة من أكثر اللحظات حرجاً، ويضاعف من المخاطر المحيطة بنا، الأمر الذي يتطلب من السياسيين أن يدركوا أن ما نواجهه ليس مجرد تحديات عابرة، بل مخاطر حقيقية وجودية”.
وتابع قائلا “نحن نلاحظ أيضاً التغيير الديمغرافي الكبير داخل ليبيا. بعض الدراسات تتحدث عن وجود ما يقارب 800 ألف مهاجر غير شرعي منتشر في مختلف المناطق. هؤلاء لا يشكلون عبئًا اقتصاديًا فحسب، بل يمثلون مكمن خطر حقيقي على الأمن والاستقرار، وتهديدًا مباشرًا لمستقبل الدولة الليبية. وهذه القضية، ناهيك عن غيرها من التحديات الأخرى، تستحق أن تُطرح بجدية ضمن أولويات صانعي القرار”.
وأوضح أن هذه المرحلة تفرض إعادة النظر في كل شيء؛ من طبيعة إدارات الدولة إلى آليات عملها، بما في ذلك مسألة الكفاءات التي أصبحت حجر الزاوية في البناء المؤسسي.
ولفت إلى أن استمرار المجاملات والترضيات على حساب الدولة والشعب الليبي هو أمر في غاية الخطورة، لأنه يقوّض أسس الحكم الرشيد ويجعل مستقبل الدولة مهدداً.
وأكد أن ما تحتاجه ليبيا اليوم هو بناء آليات جديدة للحكم والإدارة، واستحداث إدارات فعالة، وإلغاء ما لا يخدم المصلحة الوطنية، على أن يقود هذا المسار خبراء وكفاءات حقيقية، بعيداً عن المحسوبيات، مع استحضار أن كل يوم تأخير يزيد من حدة المخاطر التي نواجهها.
