اندلعت مساء الإثنين 22 سبتمبر 2025 اشتباكات مسلحة عنيفة في مدينة صبراتة غرب ليبيا، في تطور جديد يعكس استمرار فوضى السلاح والمليشيات في المنطقة الغربية، وسط غياب واضح لسلطة الدولة.
وبحسب مصدر عسكري ليبي، بدأت المواجهات في منطقة دحمان عقب استهداف استراحة تابعة للمدعو “الكابو” بقذيفة RBG، ما أدى إلى اتساع رقعة الاشتباكات ووصولها إلى الأحياء السكنية بمنطقة الدورين، وسط حالة من الذعر بين السكان.
وأكد المصدر أن الاشتباكات تواصلت بالرصاص الحي والقذائف باتجاه منطقة الوادي، مشيرًا إلى وجود حشود مسلحة داخل الأزقة، فيما ناشد الأهالي تدخل الهلال الأحمر لتأمين ممرات آمنة لإجلاء العائلات، بعد سقوط قتيل وعدد من الجرحى، وتضرر البنية التحتية ومنازل المواطنين.
تحليل أمني: غرب ليبيا خارج السيطرة
المحلل العسكري محمد الترهوني وصف المشهد بأنه أصبح جزءًا من “روتين يومي”، مؤكدًا أن حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية تتحمل جانبًا من المسؤولية عبر تغذية هذه الاشتباكات لتحقيق مصالحها، أو بتهيئة مناخ فوضوي يخدم أهدافها، كما حدث سابقًا في طرابلس.
وأشار الترهوني إلى أن قادة المليشيات يتعاملون مع المدن كغنائم، ويثبتون وجودهم عبر السطو والاشتباكات، ما يعمّق دوامة الفوضى ويجعل حلم الاستقرار والانتخابات بعيد المنال، مؤكدًا أن المواطن هو الخاسر الأكبر في ظل تغاضي مؤسسات الدولة عن هذه الظواهر.
29 مليون قطعة سلاح خارج السيطرة
وتشهد العاصمة طرابلس ومحيطها توترًا متصاعدًا، وسط استقطاب مليشياوي حاد يُنذر بانفجار مواجهة واسعة، في ظل استمرار أزمة السلاح المنفلت التي تعاني منها ليبيا منذ عام 2011.
وتُقدّر مصادر عسكرية وجود أكثر من 29 مليون قطعة سلاح خارج سيطرة الدولة، ما يجعل أخبار الاعتداءات المسلحة على المدنيين مشهدًا متكررًا، خاصة في الغرب الليبي الذي تسيطر عليه مليشيات متعددة الولاءات.