ليبيا الان

البيوضي: حكومة الدبيبة “منتهية الولاية” وتفكك تحالفاتها “قريب” بسبب إخفاقاتها.

مصدر الخبر / قناة ليبيا 24

ليبيا 24

تحليلات: مشروع حكومة الدبيبة يواجه الانهيار بعد خسارته الحاضنة الشعبية والتفاف العاصمة حول “قوة الردع”

تقارير تؤكد تراجع دعم مصراتة يمثل ضربة استراتيجية للحكومة التي توصف بـ”منتهية الولاية”

طرابلس – ليبيا 24 – يدخل المشروع السياسي لعبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة منتهية الولاية، في منعطف خطير يهدد بانهياره الكامل، وفقاً لتحليلات سياسية، بعد سلسلة من التطورات الميدانية والسياسية التي أفقدته ركائز أساسية لدعمه، وسط توقعات بحدوث تفكك في تحالفاته الهشة.

فقدان الحاضنة الشعبية.. الضربة القاصمة

تشير قراءات الوضع الحالي إلى أن العامل الحاسم في تراجع موقف الدبيبة يتمثل في فقدان الحاضنة الشعبية الأساسية في مدينتي مصراتة والعاصمة طرابلس. ففي طرابلس، سجلت التحالفات الميدانية الأخيرة انتصاراً واضحاً لما يُعرف بـ”قوة الردع”، التي حظيت بحضن شعبي واسع وانزياح في موازين القوى المحلية. هذا الالتفاف، كما يرى مراقبون، لم يكن اعتباطياً بل جاء نتيجة سياسات متعثرة للحكومة في إدارة الملفات الخدمية والحياتية، أبرزها فشل ذريع في توفير المستلزمات الدراسية الأساسية مثل الكتب المدرسية، مما عمق من حالة السخط الشعبي.

هزيمة معنوية تفضح هشاشة التحالفات

لم تكن الهزيمة في الساحة الميدانية فقط، بل كانت “هزيمة معنوية” وفقاً للتعبير السائد في الأوساط السياسية. فقد كشفت هذه التطورات عن الهشاشة البنيوية في التحالفات التي تقف خلف حكومة الدبيبة، والتي بُنيت على مصالح آنية قابلة للتصدع عند أول اختبار حقيقي. فقدان الدعم في مصراتة، المعقل التقليدي لقوى مؤثرة تدعم الحكومة، يمثل إشارة خطر لا يمكن تخطئتها. المحلل السياسي سليمان البيوضي وصف الموقف بأن الدبيبة “خسر الجولة” بمجرد فشل مشروعه لاحتلال مواقع نفوذ حاسمة في العاصمة وقبوله مبدأ التفاوض تحت وطأة الضغوط الميدانية.

الاتفاقيات.. مخرج مؤقت أم نهاية المطاف؟

ما يتم تداوله حول اتفاقيات بين الأطراف المتنازعة لا يعدو كونه، في أفضل التقديرات، “مخرجاً لحفظ ماء الوجه” أو “سياسة عض الأصابع”، كما يصفه البيوضي. فالتحليلات السائدة ترى أن ما جرى ليس تسوية حقيقية، بل هو عبارة عن “نهاية جولة لمعركة مؤجلة يمكن أن تندلع في أي لحظة”. هذا الوضع يضع حكومة الدبيبة أمام خيارات محدودة، أبرزها ضرورة إعادة تموضعها بشكل عاجل واستراتيجي في معقلها الأساسي بمصراتة إذا ما أرادت الحفاظ على ما تبقى من نفوذ، في وقت يبدو أن عامل الوقت لم يعد في صالحها.

الدور الدولي.. حارس للمصالح لا منقذ للحكومة

أما على الصعيد الخارجي، فإن التدخل الدولي والإقليمي، كما تحلل المصادر، لا يأتي بدافع دعم شخص الدبيبة أو مشروعه، بل سعياً لتحقيق “الحد الأدنى من الوضع الآمن” لحماية المصالح المتشابكة في ليبيا. هذه القوى الخارجية تدرك أن أي انهيار مفاجئ قد يؤدي إلى “سياسة ساخنة” تقلب طاولة اللعبة بأكملها، وهو سيناريو تسعى لتجنبه. لذلك، فإن الدعم الخارجي لن يكون حاجزاً أمام التغييرات الداخلية إذا ما استمر تآكل قاعدة الدبيبة.

مستقبل غامض وصراع على البقاء

في النهاية، تواجه حكومة الدبيبة اختبار وجودها الحقيقي. التراجع الشعبي، وهشاشة التحالفات، والضغوط الميدانية، جميعها عوامل تدفع نحو مشهد انحلال تدريجي. السؤال المطروح الآن ليس عن إمكانية استمرارها، بل عن شكل وطريقة الخروج من الأزمة، وما إذا كان بمقدور الدبيبة إدارة هذا الخروج بسلاسة، أم أن المشهد ينتظر المزيد من التصادمات التي ستحدد هوية المرحلة القادمة في ليبيا.

يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

قناة ليبيا 24