ليبيا الان

طفرة في قطاع الكهرباء بدعم الحكومة الليبية ومبادرات صندوق التنمية

مصدر الخبر / قناة ليبيا 24

ليبيا 24:

وزير الكهرباء يوجه بحلول عاجلة لمشاريع بنغازي المتعثرة

شهدت المنطقة الشرقية في الأسابيع الأخيرة تحركات مكثفة وغير مسبوقة على جبهة أزمة الكهرباء التي طال أمدها، في إطار استراتيجية شاملة تقودها الحكومة الليبية برئاسة أسامة حماد، وتنفذها وزارة الكهرباء والطاقات المتجددة بدعم مباشر من صندوق التنمية وإعادة الإعمار، مما بدأ يُظهر نتائج ملموسة على الأرض تمثلت في إنجاز العشرات من المشاريع الحيوية وتفادي أزمات محتملة.

متابعة حثيثة على الأرض: بنغازي نموذجاً للإصلاح

في بنغازي، قلب المنطقة الشرقية، عقد وزير الكهرباء والطاقات المتجددة عوض البدري، اجتماعاً محورياً مع إدارة متابعة تنفيذ مشروعات سهل بنغازي.

 لم يكن الاجتماع روتينياً، بل جاء في إطار النهج الجديد القائم على المتابعة الميدانية والرقابة المباشرة الذي تتبناه الوزارة تحت مظلة الدعم الحكومي المتواصل.

وخلال الاجتماع، تم تشريح واقع المشاريع الكهربائية في المنطقة بدقة؛ حيث استمع الوزير إلى تقارير مفصلة عن المشاريع المنفذة والتي ساهمت في تعزيز الشبكة، والمشاريع الجارية ودرجات تقدمها، مع تركيز خاص على الملف الشائك للمشاريع المتعثرة.

ناقش الحضور بعمق الأسباب الجذرية وراء هذا التعثر، ووُضعت على الطاولة خطط عملية لإزالة العقبات وإعادة تفعيل هذه المشاريع في أقصر وقت ممكن.

وشدد البدري على “أهمية تسريع وتيرة العمل بما يتوافق مع تطلعات الوزارة الرامية إلى تحقيق الاستقرار، وأنه لن يتهاون في متابعة الملفات شخصياً لضمان انسيابية العمل.”

وأكد أن “هذا النهج التشاركي بين الإدارة الميدانية والتخطيط الاستراتيجي هو الضامن لتحقيق الرؤية التي تتبناها الحكومة الليبية برئاسة أسامة حماد لقطاع كهرباء متين.”

تدخلات عاجلة تنقذ الشبكة من أزمات مفاجئة

على بعد مئات الكيلومترات جنوب بنغازي، في منطقة صحراوية قرب الزويتينة، كانت فرق الطوارئ الفنية تخوض معركة ضد الزمن، فقد كشفت جولة روتينية عن خطر داهم يهدد استقرار الشبكة: سلك اتصالات (فايبر) متدلي من أحد أبراج نقل الطاقة عالي الجهد (220 ك.ف)، في موقع حساس بين دوائر التوليد بالمحطة.

كان هذا السلك يشكل تهديداً مباشراً قد يؤدي إلى فصل وحدتي توليد رئيسيتين، مما يعني حرمان منطقة شرق ليبيا من جزء حيوي من إمداداتها الكهربائية.

وبتوجيهات من اللجنة العليا لحل أزمة الكهرباء، وتحشد غير مسبوق، تم التنسيق الفوري بين التحكم الجهوي الشرقي ودائرة الاتصالات.

وبتخطيط دقيق ومراعاة كاملة لتدابير الأمان، نفذت الفرق الفنية عملية جراحية دقيقة؛ حيث عزلت الدوائر الكهربائية وأزالت الخطر من جذوره خلال ساعات محدودة، لتعود الأمور إلى طبيعتها دون أي انقطاع في الخدمة.

 هذا الحادث أظهر فعالية نظام الإنذار المبكر والقدرة على الاستجابة السريعة التي تعمل الوزارة على ترسيخها.

ملحمة الإصلاح في عمق الصحراء: خط الكفرة – السرير أنموذجاً

وفي مشهد يعكس الإصرار الليبي على تجاوز التحديات، تتواصل في عمق الصحراء الليبية “ملحمة إصلاح” أحد الأبراج الحيوية على خط نقل الطاقة الرابط بين الكفرة والسرير الجنوبي (جهد 132 ك.ف).

العمل يجري على مدار الساعة في ظروف قاسية، بدعم مالي من صندوق التنمية وإعادة الإعمار، وإشراف فني من وزارة الكهرباء، وتنفيذ من الشركة الوطنية للإنشاءات والاستشارات.

هذا المشروع يرمز إلى التعاون الوثيق بين كافة مؤسسات الدولة المعنية، ويؤكد على أولوية إصلاح البنية التحتية للطاقة التي تعد شريان الحياة للتنمية واستقرار حياة المواطنين.

105 مشروعاً في أقل من شهر: رقم قياسي يعيد الأمل

على الصعيد الوطني، سجل قطاع الكهرباء رقماً قياسياً يُحتذى به، تمثل في إنجاز أكثر من 105 مشروع كهربائي حيوي خلال الفترة من 24 أغسطس حتى 18 سبتمبر الماضيين.

هذه الطفرة في الأداء جاءت بعد تسلم صندوق التنمية وإعادة الإعمار ووزارة الكهرباء، بالتنسيق مع مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء، لملف الكهرباء بشكل منظم، مما مهد الطريق لانطلاق عملية إصلاح شاملة.

وأسند تنفيذ هذه الحزمة الكبيرة من المشاريع إلى شركات وطنية تابعة للوزارة، مثل الشركة الوطنية لمشروعات الطاقة والشركة الوطنية للأعمال الكهربائية، مما عزز من قدرات القطاع المحلي. وشملت المشاريع أعمالاً متنوعة تراوحت بين فك الاختناقات في الشبكات، وتركيب محولات جديدة بقدرات مختلفة، وعمليات إصلاح واسعة، مما ساهم بشكل مباشر في تحسين مستوى الاستقرار الشبكي والخدمة المقدمة للمواطن الليبي من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.

خارطة طريق نحو الاستقرار الكامل

في تصريحات ختامية، أكد مسؤولون في الوزارة أن “ما تحقق هو مجرد بداية لمرحلة جديدة، وأن العمل سيستمر بوتيرة متصاعدة لتحقيق الاستقرار الكامل للشبكة الوطنية.”

 وأشادوا بالدور المحوري الذي يلعبه صندوق التنمية وإعادة الإعمار في تذليل العقبات التمويلية، وبالكفاءة التي أظهرتها الكوادر والشركات الوطنية التي أثبتت قدرتها على تنفيذ المشاريع ضمن جداول زمنية قياسية.

هذه التحركات المتسارعة والمتكاملة تبعث برسالة طمأنينة إلى الشعب الليبي مفادها أن أزمة الكهرباء تحظى بأولوية قصوى على أجندة الحكومة، وأن هناك إرادة حقيقية مدعومة بآليات تنفيذ فاعلة لتحقيق نقلة نوعية في هذا القطاع الحيوي، الذي يعد حجر الأساس لأي عملية إعمار وتنمية شاملة في ليبيا المستقبل.

يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

قناة ليبيا 24