رأى المحلل السياسي أحمد أبو عرقوب، أن الأزمة الأمنية في المنطقة الغربية هي السبب الرئيسي في حالة الانحدار التي تعاني منها البلاد، مشيرًا إلى أن غياب القوات الأمنية والعسكرية الموحدة تحت قيادة واحدة، ساهم بشكل كبير في تصاعد الصراع على النفوذ وتحقيق مصالح سياسية ومادية.
وأوضح أبو عرقوب في مداخلة لتلفزيون “المسار” رصدتها “الساعة 24″، أن الانقسام الحاد داخل المؤسسة العسكرية في غرب البلاد يشكل تحديًا خطيرًا أمام جهود معالجة الأزمة الأمنية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن المؤسسة العسكرية في الشرق والجنوب تظل الأكثر تنظيمًا، وتبدي استعدادًا واضحًا لتوحيد الجيش الليبي، شرط توفر شريك فعلي في الغرب.
وتساءل أبو عرقوب، عن مدى وجود “جيش فعلي” في المنطقة الغربية، موضحًا أن الحديث لا يتعلق بوجود ضباط وضباط صف فقط، بل بقدرتهم على إنفاذ القانون وتنفيذ المهام المنصوص عليها في الإعلان الدستوري، مثل حماية المؤسسات والحدود. مؤكداً أن هذا الأمر غير ممكن حاليًا بسبب هيمنة الميليشيات المسلحة ذات الولاءات المتعددة، التي باتت أداة لتحقيق أهداف سياسية، ما جعل من الصعب التعويل على مؤسسة عسكرية فاعلة في الغرب.
واعتبر أبو عرقوب أن الواقع الحالي يتطلب “جرعة مصارحة”، تتمثل في الاعتراف بانعدام وجود جيش موحد في الغرب الليبي يمكن البناء عليه لتوحيد مؤسسة عسكرية في عموم البلاد.
وأضاف أن المطالب الأمنية انخفضت بسبب غياب هذا الكيان الموحد، داعيًا إلى تفكيك ما وصفه بـ “المنظومة الميليشياوية” في كامل المنطقة الغربية، وجمع السلاح المنتشر خارج إطار الدولة، مؤكدًا أن حديثه لا يستهدف مدينة طرابلس أو مجموعة بعينها، بل يشمل المنطقة الغربية بأكملها.