متابعة: أحلام الجبالي
بنغازي 10 أغسطس 2025 م ( وال) – سجّل المعجم التاريخي للغة العربية إنجازًا عربيًا غير مسبوق بدخوله موسوعة جينيس للأرقام القياسية بوصفه أكبر معجم لغوي تاريخي في العالم، بعد عمل استمر أكثر من سبع سنوات بمشاركة خبراء وباحثين من مختلف الدول العربية، من بينهم نخبة من مجمع اللغة العربية الليبي ، وأساتذة جامعة بنغازي.
واعتبر عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية بجامعة بنغازي والمشارك في إعداد المعجم، ” علي المالكي ” أن إدراج هذا العمل في موسوعة جينيس فخر علمي وحضاري للأمة، مشيرًا إلى أن المعجم «ليس مجرد مرجع لغوي تقليدي، بل هو مشروع قومي وثقافي يوثق مسيرة ألفاظ اللغة العربية وتحوّل دلالاتها عبر 17 قرنًا، من النقوش والألواح والنقود إلى الشعر الجاهلي والمصادر العلمية العربية والإسلامية، مع عناية خاصة بذكر الشواهد ومراجعها.
وأوضح المالكي في تصريح لـ (وال) أن العمل على المشروع انتهى في شهر سبتمبر 2024، وصدرت نتائجه في 127 مجلدًا تضم 91,000 صفحة، وتشمل 78,079 مدخلاً لغويًا و11,987 جذرًا و408,956 شاهدًا لغويًا، وهو ما أهّله رسميًا لدخول موسوعة جينيس بوصفه أكبر معجم تاريخي في العالم.
وأضاف أن استخدام مصادر متنوعة وأصيلة من النقوش واللهجات التاريخية إلى مخطوطات وكتب التراث منح المعجم قيمة توثيقية فريدة، فقد كُتِبَ لكل مدخل مساره الزمني وتحليل صيغه وتطور دلالاته حتى العصر الحديث.
وأشار المالكي إلى أن المشروع جاء بجهد عربي مشترك تحت مظلة اتحاد المجامع العلمية اللغوية العربية، وبرعاية مباشرة من عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لذلك سُمِّي «معجم الشارقة».
وأكد أن ليبيا كان لها حضور متميز من خلال مشاركة مجمع اللغة العربية الليبي برئاسة الدكتور محمد بن الحاج، إضافة إلى مساهمة بارزة من أساتذة جامعة بنغازي، وهم الدكتورة سعدية البرغثي، الدكتورة مريم الحجازي، الدكتور محمد علي عبد الوهاب، الدكتورة حليمة الشيخي، الدكتور أسامة الفرجاني، والأستاذ علي المالكي، الذين شكلوا فريقًا علميًا متكاملًا عكس مستوى الخبرة والكفاءة الأكاديمية الليبية في هذا المشروع.
وقال المالكي إن مشاركة أساتذة وباحثي جامعة بنغازي امتداد لجهود الجامعة في خدمة الثقافة واللغة، ومصدر اعتزاز بأن يحمل اسم بلادنا بصمة واضحة في هذا العمل الضخم ، مبينا أن المعجم يشكّل مرجعًا لا غنى عنه للباحثين في اللغة والتاريخ والأدب والحضارة، كما يمكّن دارسي اللهجات والباحثين في علوم التراث من تتبّع مصادر الكلمات وشواهدها بدقة لم تكن متاحة من قبل بصورة منهجية ومتكاملة.
وأكد أن هذا الإنجاز يضع أمامنا مسؤولية الحفاظ على المادة العلمية وإتاحتها للباحثين عبر رقمنتها وتوفيرها للمؤسسات التعليمية والبحثية.
ودعا المالكي الجهات العلمية والرسمية في ليبيا إلى تكثيف الجهود لدعم مشاريع لغوية وبحثية مماثلة، وتكريم المساهمين، وتعزيز التعاون مع المجامع العربية لتحويل هذا العمل إلى منصة مستمرة للتأليف والترجمة والبحث، بما يخدم اللغة العربية ويدعم حضورها المعرفي عالميًا. (الأنباء الليبية ـ بنغازي) ه ع
(وال)
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا