ليبيا نيوز

مشرحة سرّية في ليبيا قد تحمل مفتاح قضية موسى الصدر

كشفت هيئة الإذاعة البريطانية في تحقيق استقصائي عن صورة لجثة محفوظة داخل مشرحة سرّية في طرابلس يُرجَّح أن تعود للإمام موسى الصدر، مؤسس حركة أمل، الذي فُقد أثره في ليبيا عام 1978. وأعاد التحقيق تسليط الضوء على ملفّ ظلّ سبباً في توتّر العلاقات بين ليبيا ولبنان لعقود.

وبحسب التحقيق، تعود الصورة إلى عام 2011 حين التقطها صحفي لبناني – سويدي خلال زيارة المشرحة، بعد إبلاغه بأن الجثة قد تكون للإمام الصدر. وأُخضِعت الصورة لاحقاً لتحليل رقمي بتقنية للتعرّف على الوجوه في جامعة برادفورد البريطانية، وأظهر التحليل احتمالاً مرتفعاً للتطابق مع صور الصدر في مراحل مختلفة من حياته.

وصل الإمام موسى الصدر إلى ليبيا في 25 أغسطس 1978 بدعوة من العقيد الراحل معمر القذافي، وبعد ستة أيام، شوهد وهو يُقتاد من فندق في طرابلس قبل أن ينقطع أثره مع مرافقيه الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين. وأفادت رواية رسمية حينها بمغادرته إلى روما، غير أن تحقيقات لاحقة في لبنان وإيطاليا فنّدت تلك الرواية.

الصحفي قاسم حمادة، الذي زار المشرحة عام 2011، أكّد أن الجثة تحمل ملامح قريبة من الصدر، مشيراً إلى وجود أذى واضح في الجمجمة فوق العين اليسرى. وقال إنه التقط صورة للجثة واقتلع عيّنة شعر بهدف إجراء فحص حمض نووي، وسلّم العيّنة لاحقاً إلى مكتب رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس حركة أمل نبيه بري. ووفق ما نُقل للتحقيق، أفادت الحركة لاحقاً بأن العيّنة فُقدت نتيجة “خطأ فني”.

من جهتها، رفضت حركة أمل وصدر الدين الصدر نجل الإمام نتائج التحليل، مؤكّدين أن الإمام لا يزال على قيد الحياة داخل ليبيا، من دون تقديم أدلة مادية داعمة. وفي المقابل، تشير شهادات لمسؤولين ليبيين سابقين إلى احتمال مقتله أواخر السبعينيات.

وذكر التحقيق أن فريق “بي بي سي” زار ليبيا في مارس 2023 للبحث عن أدلة إضافية والتواصل مع شهود محتملين، قبل أن يتعرّض للاعتقال لستة أيام من قِبل جهة أمنية، ثم أُفرج عنه لاحقاً.

ورغم مرور 47 عاماً على الواقعة وتعدّد التحقيقات، يبقى مصير الإمام موسى الصدر ومرافقيه غير محسوم، في ظلّ تضارب الروايات وغياب دليل قاطع حتى الآن.


اقترح تصحيحاً


يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

عين ليبيا

أضف تعليقـك

أربعة عشر + 11 =