أخبار ليبيا 24
أعلنت محكمة إسبانيا أن ثلاثة من مشجعي فريق فالنسيا لكرة القدم حُكم عليهم، اليوم الاثنين، بالسجن ثمانية أشهر بتهمة ارتكاب جرائم كراهية ضد لاعب ريال مدريد البرازيلي فينيسيوس جونيور، وهي أول إدانة بتهمة الإهانات العنصرية في ملعب لكرة القدم في إسبانيا.
وقالت محكمة فالنسيا في بيان: “الحكم الصادر اليوم، وهو نهائي، يثبت أن المتهمين الثلاثة أهانوا فينيسيوس بالصراخ والإيماءات والهتافات في إشارة إلى لون بشرته”.
وأضافت: “هذه الصيحات والإيماءات ذات الطبيعة العنصرية، التي تتمثل من بين أمور أخرى في تكرار الأصوات وتقليد حركات القرود، تسببت في شعور لاعب كرة القدم بالإحباط والعار والإهانة، مع ما يترتب على ذلك من تقويض كرامته الأصيلة”.
وفي إسبانيا، نادرًا ما تتطلب أحكام السجن لمدة تقل عن عامين في جرائم غير عنيفة أن يقضي المتهم دون إدانات سابقة عقوبة السجن، لذا من المرجح أن يظل الثلاثة أحرارًا ما لم يرتكبوا جرائم أخرى.
ومُنع المشجعين الثلاثة، الذين أقروا بالذنب في التهم الموجهة إليهم، من دخول ملاعب كرة القدم لمدة عامين وأُمروا بدفع تكاليف الإجراءات.
وتعليقًا على الحكم، قال فينيسيوس: “طلب مني الكثيرون أن أتجاهل ذلك، وقال آخرون إن معركتي كانت بلا جدوى وأنه يجب عليّ فقط أن ألعب كرة القدم، ولكن، كما قلت دائمًا، أنا لست ضحية للعنصرية، أنا معذب العنصريين”.
وأضاف، في بيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “هذه أول إدانة جنائية في تاريخ إسبانيا ليست بالنسبة لي، بل لجميع السود”.
وتابع: “دعوا العنصريين الآخرين يخافون ويخجلون ويختبئون في الظل، وإلا سأكون هنا لأجمع قواي.. شكرًا لرابطة الدوري الإسباني وريال مدريد للمساعدة في إحداث هذه الإدانة التاريخية.. هناك المزيد في المستقبل”.
ووقعت الأحداث في ملعب ميستايا في فالنسيا في مايو من العام الماضي، عندما أُطلقت إهانات عنصرية على فينيسيوس، خلال مباراة في الدوري.
وأدى ذلك إلى تدفق الدعم للمهاجم البرازيلي وحفز سلسلة من الحملات المحلية والدولية، بما في ذلك إنشاء لجنة مكافحة العنصرية التابعة للفيفا المكونة من لاعبين.
وقال رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، في بيان عبر إنستغرام: “يسعدني أن أرى الإجراء الصارم والحكم الذي اتخذته السلطات الإسبانية فيما يتعلق بالإساءة العنصرية الموجهة إلى فينيسيوس جونيور في مباراة بالدوري الإسباني في مايو 2023”.
وأضاف: “هذه خطوة إيجابية.. رسالتنا واضحة للناس في أي مكان في العالم الذين ما زالوا يتصرفون بطريقة عنصرية عندما يتعاملون مع كرة القدم: نحن لا نريدكم”.
وقال إنفانتينو: “يجب استبعاد هؤلاء الأشخاص، فهم ليسوا جزءًا من مجتمعنا وليسوا جزءًا من كرة القدم”.
وقال رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس، في بيان: “هذا الحكم يعد نبأ عظيما لمكافحة العنصرية في إسبانيا لأنه يصلح الضرر الذي لحق بفينيسيوس جونيور ويرسل رسالة واضحة إلى هؤلاء الأشخاص الذين يذهبون إلى ملعب كرة قدم لإهانة الدوري الإسباني”.
وأضاف: “سنتعرف عليهم ونبلغ عنهم وستكون هناك عواقب جنائية لهم”، موضحًا أن المتهمين قرأوا، خلال جلسة الاستماع، خطاب اعتذار لفينيسيوس جونيور ورابطة الدوري الإسباني وريال مدريد.
من جهته، ريال مدريد، في بيان، إن المتهمين أبدوا توبتهم وطلبوا في رسالتهم من المشجعين “إزالة كل آثار العنصرية والتعصب من المسابقات الرياضية”.
وأضاف النادي: “سيواصل ريال مدريد، الذي قام مع فينيسيوس جونيور بدور المدعي الخاص في هذه الإجراءات، العمل لحماية قيم نادينا والقضاء على أي سلوك عنصري في عالم كرة القدم والرياضة”.