خيبة أمل ليبية في طرابلس وتعادل مثير يفرض نفسه على المنافسة
في ليلة كروية واعدة على أرضية ملعب طرابلس الدولي، كانت الجماهير الليبية متحمسة لتحقيق فوز يرفع آمالهم في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025. أجواء الحماس كانت طاغية، والمباراة بدأت بإيقاع سريع، إذ لم يمضِ سوى 16 دقيقة حتى تمكن صبحي الضاوي، الظهير الأيسر الموهوب، من إحراز هدف رائع بفضل تسديدة دقيقة هزّت الشباك الرواندية.
الفرحة عمّت أرجاء الملعب، حيث بدا أن منتخب ليبيا يسير نحو حصد النقاط الثلاث بسهولة. ولكن كرة القدم، كما عودتنا، مليئة بالمفاجآت. الشوط الثاني بدأ بنمط مغاير، حيث جاء الرد الرواندي سريعًا عبر اللاعب إنوسنت نشوتي الذي استغل لحظة تراخي دفاعية ليخطف هدف التعادل في الدقيقة 47، مما أحبط الجماهير الليبية الحاضرة.
رغم سيطرة المنتخب الليبي على معظم مجريات المباراة، إلا أن الروانديين أظهروا انضباطًا دفاعيًا وهجوميًا ساعدهم في تحقيق التعادل. ربما كانت التوقعات عالية بالنسبة للمنتخب الليبي، لكن كرة القدم لا تعتمد على التاريخ بقدر ما تعتمد على الحاضر. كان لمنتخب رواندا خطة واضحة، حيث لعبوا على الأخطاء الدفاعية الليبية، ونجحوا في اقتناص نقطة ثمينة.
من جهة أخرى، أثار أداء منتخب ليبيا تساؤلات حول جهوزيته لمواجهة بنين في الجولة القادمة، خاصةً بعد هذا التعادل المخيب. هل يستطيع الفريق تحسين أداءه الدفاعي وتجنب الهفوات التي كلفته التعادل؟
في الوقت نفسه، شهدت المجموعة الأولى مباراة أخرى مليئة بالإثارة بين جزر القمر وغامبيا. كلا الفريقين دخلا المواجهة بتصميم واضح على تحقيق الفوز، لكن التنافس كان شديدًا. سجل يوسف مشنجاما هدفًا لجزر القمر عبر ركلة حرة رائعة في الدقيقة 37، رد عليه موسى بارو من غامبيا بهدف مماثل في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع. هذه النتيجة تؤكد أن المنافسة في هذه المجموعة ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات.
تعادل آخر كان عنوان مواجهة تنزانيا وإثيوبيا، حيث انتهت المباراة بدون أهداف. بدا أن الفريقين غير قادرين على اختراق دفاعات بعضهما البعض، مما أدى إلى مباراة مغلقة تكتيكيًا بدون أي فرص حقيقية. الجماهير التنزانية والإثيوبية على حد سواء كانت تتوقع أكثر من هذه المواجهة، لكنها خرجت خالية الوفاض من الأهداف.
ومع اقتراب الجولة الثانية، تزداد الضغوط على هذه الفرق لتحقيق نتائج أفضل. إذ ستواجه إثيوبيا الكونغو الديمقراطية، بينما ستلتقي تنزانيا بغينيا في مواجهات مصيرية.
المنتخب الليبي يجد نفسه أمام تحدٍ كبير في الجولة الثانية عندما يواجه بنين. مباراة لا تقبل الأخطاء، حيث يحتاج الفريق إلى تقديم أداء أكثر تماسكًا وتركيزًا إذا أراد الحفاظ على آماله في التأهل. وفي المقابل، يواجه منتخب رواندا اختبارًا صعبًا أمام نيجيريا، وهو ما يعني أن المنافسة ستكون شرسة في الأسابيع القادمة.
أما في المجموعة الأولى، فإن منتخب جزر القمر يستعد لملاقاة مدغشقر في مباراة ستحدد بشكل كبير مصيرهم في التصفيات. غامبيا أيضًا لديها مواجهة قوية ضد تونس، وهي مباراة قد تحمل مفاجآت.
ختامًا، يبدو أن التصفيات الأفريقية لكأس أمم أفريقيا 2025 ستكون مليئة بالإثارة والنتائج المفاجئة، ولا يمكن التنبؤ بمن سيتأهل حتى اللحظات الأخيرة.
