افتتح منتخب ليبيا لكرة الصالات مشواره في كأس العالم داخل الصالات المقامة حالياً في أوزبكستان بفوز تاريخي على المنتخب النيوزيلندي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. هذه النتيجة وضعت المنتخب الليبي على طريق النجاح وأعطته دفعاً كبيراً لمواجهة التحديات المقبلة، في ظل تحضيرات مكثفة خاضها الفريق بقيادة المدرب الإسباني ريكاردو إينيغيز.
يعتبر هذا الفوز الأول لمنتخب ليبيا في تاريخه ضمن بطولة كأس العالم لكرة القدم داخل الصالات، حيث سبق أن شارك في البطولة مرتين دون أن يحقق أي انتصار يُذكر. لكن هذه المرة، جاء المنتخب بتطلعات جديدة وأهداف واضحة بعد فترة إعداد مكثفة ركزت على تحسين الأداء الجماعي والفردي، مما جعل المنتخب يدخل المباراة الأولى بتفاؤل كبير وعزم على تحقيق نتيجة إيجابية.
ما جعل هذا الفوز مميزاً لم يكن فقط النتيجة، بل الأداء الجماعي المترابط بين اللاعبين. تألق العديد منهم، وعلى رأسهم الحارس فراس أبوخشيم الذي لم يقتصر دوره على الدفاع عن شباكه، بل أسهم أيضاً في تسجيل أحد الأهداف الثلاثة، مما أضاف عنصر المفاجأة إلى تكتيك الفريق وأربك دفاعات نيوزيلندا. إلى جانب أبوخشيم، كان خميس صقر ومحمد زريق في مقدمة المهاجمين الذين شكلوا خطورة كبيرة على الخصم، وأسهموا في تعزيز النتيجة بأهدافهم الحاسمة.
تأتي هذه النتيجة في ظل إعداد مكثف من قبل المدرب إينيغيز، الذي عمل على تطوير مهارات اللاعبين وتوجيههم نحو التركيز على اللعب الهجومي المتوازن. وقد أثمرت هذه الجهود بتحقيق النتيجة المرجوة في المباراة الافتتاحية، ليكون هذا الفوز بمثابة بداية قوية ترفع سقف الطموحات للمنتخب الليبي في البطولة.
خلال الأشهر التي سبقت البطولة، خاض المنتخب الليبي معسكرات تدريبية مكثفة في دولتي المغرب والبوسنة، حيث واجه فرقاً قوية في مباريات ودية. وعلى الرغم من أن النتائج لم تكن مثالية، إلا أن هذه التحضيرات ساهمت بشكل كبير في تعزيز انسجام الفريق ورفع مستوى أدائه. المدرب الإسباني إينيغيز اعتمد بشكل كبير على اللاعبين المحليين الذين يشكلون العمود الفقري للمنتخب، مستثنياً محترفاً واحداً فقط يلعب في الدوري المغربي، وهو أحمد عبد الحفيظ أحمد.
خلال فترة التحضير، ركز إينيغيز على تقوية الجانب البدني والنفسي للاعبين، خاصة أنهم كانوا بحاجة إلى تجاوز الإخفاقات السابقة في البطولات العالمية. كانت الثقة في الفريق محدودة بعد سلسلة من النتائج المتواضعة في المباريات الودية، ولكن إينيغيز كان واثقاً من قدرات لاعبيه، وأكد أن الأداء الحقيقي للفريق سيظهر في البطولة الرسمية، وهو ما حدث بالفعل في المباراة الافتتاحية.
بعد الانتصار الرائع على نيوزيلندا، يستعد المنتخب الليبي لخوض مواجهتين قويتين أمام منتخبي كازاخستان وإسبانيا. كازاخستان، الذي يحتل المركز الثامن في التصنيف العالمي، يعتبر أحد الفرق القوية في البطولة، ويشكل تحدياً كبيراً لمنتخب ليبيا. أما إسبانيا، الذي يحتل المركز الثالث عالمياً، فهو فريق ذو خبرة طويلة في المونديال ويمتلك تاريخاً حافلاً بالانتصارات.
المباراتان القادمتان ستكونان بمثابة اختبار حقيقي لقدرات المنتخب الليبي، حيث سيواجه فريقاً يمتلك إمكانيات فنية وبدنية عالية. لكن بعد الانتصار على نيوزيلندا، أصبحت الآمال كبيرة بأن يتمكن المنتخب من تقديم أداء مشرف أمام هذه الفرق القوية.
المنتخب الليبي يُعد من بين أفضل المنتخبات في القارة الأفريقية، وقد سبق له الفوز ببطولة كأس الأمم الأفريقية وبطولة العرب عام 2008. رغم هذا النجاح الإقليمي، لم يتمكن الفريق من التألق على المستوى العالمي في البطولات السابقة. ولكن الفوز ضد نيوزيلندا يُشكل دفعة معنوية كبيرة للفريق، ويعطي اللاعبين الثقة في قدرتهم على المنافسة على أعلى المستويات.
الجماهير الليبية تنتظر بشغف ما ستقدمه باقي المباريات، خاصة مع تزايد الآمال بتحقيق نتائج إيجابية ترفع من شأن المنتخب على الصعيد الدولي. وما بين تطلعات الجماهير وطموحات اللاعبين، يبدو أن المنتخب الليبي لكرة الصالات أمام فرصة ذهبية لكتابة فصل جديد من النجاح في تاريخه الرياضي.
مع التحضير الجيد والأداء المبشر في المباراة الأولى، يبدو أن منتخب ليبيا يسير على الطريق الصحيح لتحقيق مزيد من الانتصارات. فالفوز على نيوزيلندا لم يكن مجرد انتصار عابر، بل هو مؤشر على قدرة الفريق على المنافسة بجدية في البطولة العالمية. وإذا ما استمر الفريق في تقديم نفس الأداء القوي، فقد يكون بإمكانه تحقيق مفاجآت أخرى في المباريات القادمة.
الجهاز الفني بقيادة المدرب إينيغيز يعلم جيداً أن المباريات المقبلة ستكون أكثر صعوبة، وأن الفريق بحاجة إلى الحفاظ على تركيزه وتماسكه لتحقيق النتائج المرجوة. ويبدو أن المنتخب الليبي مستعد لمواجهة التحديات بروح قتالية عالية، مدفوعاً بالدعم الجماهيري الكبير الذي يتطلع لرؤية منتخب بلاده يحقق إنجازات تاريخية في هذه البطولة.
