أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، اليوم الخميس، التصنيف العالمي الجديد لشهر أكتوبر 2024. التصنيف شهد تغييرات ملحوظة على مستوى المنتخبات العربية، حيث استطاع المنتخب المغربي أن يواصل تقدمه العالمي، ويحتل المركز الـ13 في التصنيف الدولي، وهو المركز الأفضل للمنتخب المغربي منذ عدة سنوات، ما يعكس الاستمرارية في الأداء القوي الذي يقدمه أسود الأطلس تحت قيادة المدرب الوطني وليد الركراكي.
المنتخب المغربي حقق هذا الإنجاز بعد سلسلة من النتائج المبهرة في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، التي ستُقام في المغرب عام 2025. وتميزت هذه التصفيات بفوز المغرب في معظم مبارياته بقيادة نجوم مثل أشرف حكيمي وحكيم زياش، ما جعل الفريق يظهر بمستوى ثابت وقوي أمام المنافسين. تصدر المغرب للمنتخبات العربية يعكس هيمنة أسود الأطلس على الساحة الكروية الإفريقية، خاصة بعد الأداء المشرف في كأس العالم قطر 2022 ووصولهم إلى نصف النهائي.
في الجانب الآخر، شهد تصنيف الفيفا تراجعات لافتة لعدة منتخبات عربية. المنتخب التونسي تراجع بشكل كبير ليحتل المركز الـ47 عالمياً، بفقدانه 11 مركزاً كاملاً مقارنة بالتصنيف السابق. هذا التراجع الكبير يأتي بعد النتائج السلبية لنسور قرطاج في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا، حيث تلقى الفريق هزيمة غير متوقعة أمام جزر القمر، بالإضافة إلى تعادله في مواجهات أخرى لم يكن فيها بالمستوى المطلوب.
أما المنتخب الليبي، الذي يعاني منذ سنوات من تذبذب في المستوى وعدم الاستقرار الفني والإداري، فقد تراجع مركزاً واحداً ليصل إلى المركز الـ122 عالمياً. هذا التراجع يعكس المشاكل العميقة التي تواجه كرة القدم الليبية، سواء على مستوى الدعم المالي أو التنظيمي، بالإضافة إلى غياب الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد، ما أثر سلباً على الأداء العام للمنتخب.
من جهة أخرى، تمكن المنتخب الجزائري من تحقيق قفزة كبيرة في تصنيف الفيفا بعد تقدمه 4 مراكز دفعة واحدة ليحتل المركز الـ37 عالمياً. المنتخب الجزائري بقيادة مدربه الجديد فلاديمير بيتكوفيتش، يسعى إلى تعزيز مكانته الدولية من خلال تحسين نتائجه في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 وكأس أمم أفريقيا 2025.
كما شهد التصنيف الجديد تقدم المنتخب الأردني 4 مراكز ليصل إلى المركز الـ64 عالمياً، وهو إنجاز جيد يعكس تحسن أداء الفريق في المنافسات الإقليمية. المنتخب الإماراتي تقدم هو الآخر مركزاً واحداً ليحتل المركز الـ68 عالمياً، ويعكس هذا التقدم طموح الإمارات في تحسين مكانتها الكروية على الساحة الآسيوية والدولية.
المنتخب السعودي شهد تراجعاً بثلاثة مراكز ليصل إلى المركز الـ59 عالمياً. هذا التراجع جاء بعد سلسلة من النتائج غير المستقرة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026. الأداء غير المقنع للأخضر خلال الفترة الأخيرة يثير التساؤلات حول مدى جاهزية الفريق لخوض التحديات المقبلة.
أما المنتخب القطري، الذي تألق في السنوات الأخيرة وخاصة بفوزه بكأس آسيا 2019، فقد تراجع مركزين ليحتل المركز الـ46 عالمياً. التراجع جاء نتيجة تعثرات في التصفيات القارية، ما يجعل قطر بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراقها الفنية قبل المشاركة في كأس آسيا المقبلة التي ستقام في السعودية عام 2027.
عند تحليل البيانات، نجد أن التصنيف العالمي الذي أصدره الفيفا يعكس الأداء العام للمنتخبات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. يوضح الجدول التالي التغيرات التي طرأت على تصنيف المنتخبات العربية في شهر أكتوبر مقارنة بشهر سبتمبر:
من خلال الجدول، يتضح أن المنتخبات العربية تشهد تفاوتاً كبيراً في أدائها، حيث يتصدر المغرب قائمة العرب، بينما يعاني المنتخب التونسي من تراجع حاد، ما يثير تساؤلات حول مستقبل الفريق في المنافسات الدولية.
بالنظر إلى الأداء الحالي للمنتخبات العربية في التصفيات المختلفة، من الواضح أن هناك حاجة ملحة لتحسين النتائج قبل الدخول في المنافسات الكبرى القادمة، مثل كأس العالم 2026 وكأس أمم أفريقيا 2025. المنتخبات التي تراجعت تحتاج إلى إعادة تقييم خططها الفنية والإدارية، بينما يجب على المنتخبات المتقدمة الحفاظ على هذا الزخم والاستمرارية في الأداء.