اخبار الرياضة

الخيبة والتألق.. حصاد الكرة العربية في أفريقيا 2024

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

خيبة المنتخبات وتألق الأندية: المشهد الكروي العربي في أفريقيا 2024

شهد عام 2024 تناقضاً صارخاً في حصاد الكرة العربية بالقارة السمراء، إذ بينما خيّبت المنتخبات آمال الجماهير في بطولة أمم أفريقيا بساحل العاج، تألقت الأندية بشكل ملحوظ، مؤكدة تفوقها التاريخي أمام تصاعد المنافسة.

لم تكن مشاركة المنتخبات العربية في بطولة أمم أفريقيا مشجعة، حيث غادرت منتخبات تونس والجزائر البطولة منذ دورها الأول دون أي انتصار. الجزائر، المرشحة القوية للقب بفضل مجموعة نجومها، فشلت في تحقيق التوقعات، في حين واصلت تونس أزماتها المرتبطة بضعف الأداء والإدارة الرياضية المتخبطة.

من جهتها، ودعت مصر البطولة بتعادل رابع مخيب، رغم تاريخها العريق. أما المغرب، الذي كان المرشح الأبرز بعد تألقه في كأس العالم 2022، فقد تعرض لخسارة مفاجئة أمام جنوب أفريقيا، تاركاً الجماهير في صدمة.

على النقيض، واصلت الأندية العربية هيمنتها على البطولات الأفريقية، حيث توج الأهلي المصري بلقب دوري أبطال أفريقيا، رافعاً رصيده إلى 12 لقباً. مشوار الأهلي كان مذهلاً، إذ تخطى عقبات كبرى، ليحسم النهائي أمام الترجي التونسي، الذي بدوره قدم أداءً دفاعياً لافتاً حتى بلوغه المباراة الختامية.

وفي كأس الكونفيدرالية، تألق الزمالك المصري، محققاً لقباً ثميناً أمام نهضة بركان المغربي. نجاح الفرق المصرية يعكس عمق استراتيجياتها وإمكاناتها رغم الأزمات المحلية التي تواجهها.

ورغم السيطرة العربية، فإن المنافسة ازدادت تعقيداً، مع صعود أندية مثل صن داونز الجنوب أفريقي ومازيمبي الكونغولي. الأول أثبت جدارته بإقصاء فرق عريقة، بينما الثاني أظهر عودته القوية بوصوله إلى نصف نهائي دوري الأبطال، مهدداً مشاركة الترجي في كأس العالم للأندية.

مع خيبات الكأس القارية، سعت المنتخبات العربية لتعويض إخفاقها في تصفيات كأس العالم 2026. وحققت فرق تونس، الجزائر، مصر، السودان، وجزر القمر بداية موفقة، ضامنة مقاعدها في كأس أفريقيا 2025 بالمغرب، مما يمنح الأمل بعودة قوية في المستقبل القريب.

تميز العام بتألق النيجيري أديمولا لوكمان، الذي حصد جائزة أفضل لاعب أفريقي بعد مساهمته في تتويج أتالانتا بلقب الدوري الأوروبي. تفوق لوكمان على منافسين بارزين، بينهم المغربي أشرف حكيمي والغيني سيرهو غيراسي، ليصبح سادس نيجيري يحقق الجائزة.

كما حصد الحارس الجنوب أفريقي رونوين ويليامز جائزة أفضل لاعب داخل القارة وأفضل حارس مرمى، متفوقاً على أسماء لامعة مثل الإيفواري يايا فوفانا. أما على مستوى الفرق، فقد فاز الأهلي المصري بجائزة أفضل فريق رجال، بينما حصل منتخب كوت ديفوار، بطل أمم أفريقيا، على لقب أفضل منتخب.

رغم التحديات، يبدو أن الأندية العربية مستعدة للحفاظ على مكانتها، مدعومة بالخبرة وتراكم النجاحات. في المقابل، تحتاج المنتخبات إلى إعادة هيكلة شاملة لعودة الثقة والأداء التنافسي، خصوصاً مع اقتراب استحقاقات 2025 و2026.

ختاماً، عام 2024 كان حافلاً بالتناقضات، لكنه أثبت مرة أخرى أن الأندية العربية قادرة على تمثيل القارة بأفضل صورة، رغم إخفاق المنتخبات. التحديات القادمة ستحدد ما إذا كان بالإمكان ترجمة هذا النجاح الجماعي إلى انتصارات وطنية تعيد البريق للكرة العربية على المستوى الدولي.

 

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24