في مشهد كروي يليق بتاريخ عريق، ضرب ليفربول بقوة على ملعب لندن الأولمبي، ملقنًا وست هام درسًا قاسيًا بخماسية نظيفة ضمن الجولة التاسعة عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز. كان محمد صلاح، كالعادة، نجم السهرة، ليس فقط بتسجيله هدفًا وصناعته لهدفين، بل بتثبيت اسمه كأيقونة لا تتكرر في تاريخ الدوري.
لم يكن الشوط الأول يوحي بفيضان الأهداف الذي شهدته المباراة. انتظر ليفربول حتى الدقيقة الثلاثين ليفتتح التسجيل عبر لويس دياز، في لقطة أكدت التصميم الهجومي للفريق. بعدها بدقائق، جاءت تمريرة ساحرة من محمد صلاح إلى كودي جاكبو، الذي أسكن الكرة الشباك بتسديدة رائعة، ليضاعف التقدم. قبل نهاية الشوط الأول، ارتدت الأضواء إلى صلاح مجددًا، حين سجل الهدف الثالث بتسديدة من مسافة قريبة، مؤكدًا سيطرة “الريدز” المطلقة.
لم تكن هذه المباراة مجرد انتصار آخر لليفربول، بل كانت فرصة لمحمد صلاح ليضيف المزيد إلى سجله الذهبي. أصبح “الملك المصري” أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي يسجل ويصنع في 8 مباريات مختلفة خلال موسم واحد. كما تجاوز حاجز الـ20 هدفًا في جميع المسابقات للموسم الثامن على التوالي، إنجاز يعكس استمراريته المذهلة على القمة.
في الشوط الثاني، أضاف ترينت ألكسندر أرنولد الهدف الرابع بتسديدة أبدلت اتجاهها لتخدع حارس وست هام. ومع استمرار الهجمات الحمراء، مرر صلاح كرة بينية عبقرية لديوغو جوتا، الذي اختتم مهرجان الأهداف بالخامس، تاركًا وست هام بلا أي فرصة للرد.
بعد هذا الفوز، رفع ليفربول رصيده إلى 45 نقطة من 18 مباراة، مبتعدًا بفارق ثماني نقاط عن نوتنجهام فورست صاحب المركز الثاني. يبدو أن الفريق، بقيادة المدرب الهولندي أرني سلوت، يسير بثبات نحو استعادة لقب الدوري الإنجليزي، الذي غاب عن خزائنه في المواسم الأربعة الأخيرة.
لطالما كان وست هام خصمًا مفضلاً لصلاح، حيث سجل 12 هدفًا في مواجهاته ضد الفريق اللندني. ومع كل هدف، يعزز “الملك المصري” مكانته كأحد أعظم اللاعبين في تاريخ ليفربول والدوري الإنجليزي.
بينما يطمح ليفربول لمعادلة رقم مانشستر يونايتد كأكثر فريق تتويجًا بالبطولة (20 لقبًا)، يسعى محمد صلاح لمواصلة كتابة فصول جديدة من النجاح. مع اقتراب نهاية العام، يبقى صلاح مرشحًا قويًا لحصد جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في الدوريات الأوروبية الكبرى.
في ليلة لا تُنسى، أكد ليفربول وصلاح أن كرة القدم أكثر من مجرد رياضة، إنها فن يجمع بين المهارة والإبداع. ومع استمرار هذا التألق، يبدو أن عام 2024 سيكون عامًا استثنائيًا في تاريخ “الريدز”.
