في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز الانضباط وردع السلوكيات غير الرياضية، أعلنت لجنة الانضباط في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” سلسلة من العقوبات الصارمة على المنتخبات والأندية الإفريقية. وتأتي هذه الإجراءات كجزء من سياسة الكاف للحفاظ على نزاهة المباريات وضمان توفير بيئة تنافسية آمنة وعادلة لجميع الأطراف.
فرض الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عقوبات على المنتخب الليبي بعد أحداث شغب شهدتها مباراة المنتخب ضد بنين ضمن تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2025. شملت العقوبات إقامة أول مباراتين رسميتين للمنتخب الليبي خلف أبواب مغلقة دون حضور جماهيري، بالإضافة إلى غرامة مالية بقيمة 50 ألف دولار.
ووفقًا للجنة الانضباط، فإن الاتحاد الليبي خالف المادتين 82 و151 من قانون الانضباط التابع للكاف، حيث تضمنت الانتهاكات سلوكًا غير لائق من الجماهير والمسؤولين. وذكرت تقارير أن المباراة شهدت أعمال عنف وضغوطًا متكررة على الحكم، بالإضافة إلى مضايقات للمنتخب البنيني، الذي قدم شكوى رسمية للكاف.
لم تقتصر العقوبات على المنتخب الليبي فقط، بل طالت أندية ومنتخبات إفريقية أخرى. ففي دوري أبطال إفريقيا، تم تغريم نادي شباب بلوزداد الجزائري بمبلغ 10 آلاف دولار بسبب استخدام جماهيره الألعاب النارية خلال مباراة أمام أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي. وتم تعليق تنفيذ نصف الغرامة بشرط عدم تكرار المخالفة خلال 12 شهرًا.
نادي الجيش الملكي المغربي لم يكن بمنأى عن العقوبات أيضًا، حيث فرضت عليه غرامة قدرها 5 آلاف دولار بسبب استخدام قنابل دخانية خلال مباراة صن داونز الجنوب إفريقي. كما تعرض الفريق لغرامة إضافية قيمتها 10 آلاف دولار بسبب استخدام جماهيره أشعة الليزر.
أما في الكونفيدرالية الإفريقية، فقد تم تغريم نادي الصفاقسي التونسي بمبلغ 20 ألف دولار بعد استخدام جماهيره للشماريخ خلال مباراة ضد شباب قسنطينة الجزائري. وتم تعليق نصف الغرامة لمدة عام واحد بشرط عدم تكرار المخالفة. وبالمثل، تعرض نادي اتحاد العاصمة الجزائري لعقوبة مالية قيمتها 10 آلاف دولار بسبب استخدام جماهيره للألعاب النارية.
لم تقتصر العقوبات على الأندية فقط، بل شملت أيضًا اتحادات وطنية. فمثلًا، فرضت لجنة الانضباط غرامة مالية على اتحاد غينيا الاستوائية بقيمة 25 ألف دولار بسبب ضعف الإجراءات الأمنية خلال مباراة ضد توغو. وتم تعليق تنفيذ نصف الغرامة بشرط تحسين التدابير الأمنية في المستقبل. كما تعرض الاتحاد البنيني لغرامة قدرها 5 آلاف دولار بسبب أحداث شغب في مباراة ضد رواندا.
تفاوتت ردود الفعل حول العقوبات المفروضة. ففي حين أيد البعض هذه الخطوات كوسيلة ضرورية لضمان الانضباط ومنع التجاوزات، رأى آخرون أنها تفرض أعباء مالية إضافية على الأندية والاتحادات الوطنية. وعبّر مسؤولون في الاتحاد الليبي عن استيائهم من القرارات، مؤكدين التزامهم بالتحقيق في الأحداث واتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب تكرارها.
وفي هذا السياق، قال أحد المحللين الرياضيين: “هذه العقوبات تؤكد جدية الكاف في التعامل مع المخالفات، لكنها أيضًا تسلط الضوء على الحاجة إلى تطوير البنية التحتية والإجراءات الأمنية في الملاعب الإفريقية”.
تمثل العقوبات الأخيرة التي فرضها الكاف رسالة واضحة لجميع الأطراف في كرة القدم الإفريقية. إنها دعوة إلى الالتزام بالقواعد وتعزيز الروح الرياضية. ورغم أن العقوبات قد تكون قاسية أحيانًا، إلا أنها تهدف إلى خلق بيئة تنافسية عادلة وآمنة. وبينما تستعد المنتخبات والأندية للتأقلم مع هذه القرارات، يبقى السؤال: هل ستؤدي هذه الإجراءات إلى تقليل الشغب والانتهاكات، أم أن التحديات ستستمر؟