القائد الذهبي.. علي سلامة يتوج بجائزة الكرة الذهبية الليبية 2024
تألقت سماء العاصمة طرابلس مساء السبت بنجوم كرة القدم الليبية في حفل توزيع الجوائز الذهبية للتميز الرياضي لعام 2024. وعلى مسرح الكشاف، وسط أضواء الكاميرات وهتافات الجماهير، كُرّم القائد علي سلامة بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب كرة قدم في ليبيا. تتويج سلامة بهذه الجائزة يعد تتويجًا لمسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات، تميزت بالثبات والالتزام.
علي سلامة، الذي يبلغ من العمر 37 عامًا، يُعد أحد أبرز المدافعين الذين مرّوا على تاريخ الدوري الليبي. امتدت مسيرته لأكثر من 15 عامًا مليئة بالتحديات والإنجازات، حيث كان ركيزة أساسية لفريق النصر في تحقيق لقب الدوري الليبي الموسم الماضي (2023-2024). أداؤه الدفاعي الصلب خلال مباريات سداسي التتويج جعل شباك فريقه عصية على الاختراق، إذ لم تستقبل سوى هدفين فقط، مما يعكس قوة وصلابة هذا القائد داخل الملعب.
بدأ علي رمضان سلامة مشواره الكروي من نادي النصر، حيث أظهر منذ خطواته الأولى موهبة استثنائية في خط الدفاع. بفضل مهاراته وإصراره، انتقل إلى اللعب مع الأهلي بنغازي، حيث اكتسب خبرات إضافية في الدوري المحلي. عام 2012، كانت بداية مغامرته الاحترافية عندما انضم إلى نادي الأولمبي الباجي في الدوري التونسي. ورغم أن التجربة لم تدم طويلًا، إلا أنها فتحت له أبواب الاحتراف الخارجي، حيث انتقل لاحقًا إلى الدوري المصري ليلعب مع نادي تليفونات بني سويف.
بعد مسيرة احترافية قصيرة، عاد سلامة إلى ليبيا عام 2013 لينضم إلى الأهلي طرابلس، قبل أن يقرر اللعب لنادي المدينة. لكنه في عام 2021، عاد إلى بيته الأول، النصر، ليواصل كتابة فصول جديدة من الإبداع الكروي.
أما على المستوى الدولي، فقد مثل سلامة المنتخب الليبي منذ عام 2010، حيث شارك في أكثر من 60 مباراة دولية. برز كقائد ملهم خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية 2012 وكأس العرب 2012، وكان له دور حاسم في قيادة المنتخب لتحقيق وصافة بطولة أمم أفريقيا للمحليين عام 2014.
الحفل لم يكن حكرًا على علي سلامة، إذ شهد تكريم مجموعة من أبرز نجوم الكرة الليبية. علي يوسف، المدافع الشاب البالغ من العمر 23 عامًا، حصد جائزة أفضل مدافع ليبي لعام 2024، ليصبح أول لاعب ليبي محترف في الدوري التونسي الممتاز ينال هذا اللقب. أداؤه مع النادي الإفريقي التونسي منذ انتقاله من الأهلي بنغازي كان لافتًا، حيث قدم مستوى ثابتًا أثار إعجاب النقاد والجماهير.
وفي فئة حراسة المرمى، تُوّج محمد نشنوش، الحارس المميز للنادي الأهلي طرابلس، بجائزة أفضل حارس مرمى في ليبيا. أداؤه الاستثنائي خلال الموسم الماضي جعله الخيار الأول دون منازع. أما فيصل البدري، نجم خط الوسط من نادي الهلال، فقد فاز بجائزة أفضل لاعب وسط، بفضل تأثيره الكبير في نتائج فريقه.
لم يقتصر التكريم على اللاعبين المحليين، بل شمل أيضًا اللاعبين المحترفين في الدوري الليبي. الأنغولي آري بابل، مهاجم نادي الأخضر، حصل على جائزة هداف الدوري الليبي، بينما خطف النجم السوداني الجزولي نوح جائزة أفضل لاعب محترف بالدوري الليبي، بعد تألقه مع الأهلي طرابلس. هذه الإنجازات تعكس تطور مستوى الدوري الليبي وقدرته على جذب المواهب المميزة.
المدير الفني السابق لفريق النصر، أسامة الحمادي، كان له نصيب من التكريم، حيث فاز بجائزة أفضل مدرب في ليبيا. قاد الحمادي فريق النصر إلى تحقيق لقب الدوري الممتاز، مما عزز مكانته كواحد من أبرز المدربين الليبيين. من جهته، تُوج أحمد أبوشناف بجائزة أفضل رئيس نادٍ، تقديرًا لجهوده في دعم الرياضة الليبية.
حفل الجوائز ليس مجرد مناسبة لتوزيع الألقاب، بل هو فرصة لاستعراض تطور كرة القدم الليبية ومواكبتها للتحديات. تتويج علي سلامة وزملائه يعكس الجهود المبذولة لتطوير الرياضة المحلية، سواء من حيث البنية التحتية أو تنمية المواهب.
الجوائز تمثل دافعًا للاعبين الشبان للاقتداء بنجوم مثل علي سلامة وعلي يوسف، مما يفتح الباب أمام جيل جديد لتحقيق إنجازات أكبر على الصعيدين المحلي والدولي.
وسط التصفيق والاحتفاء، أسدل الستار على حفل توزيع الجوائز الذهبية، لكن أثره سيبقى محفورًا في ذاكرة عشاق كرة القدم الليبية. بفضل جهود هؤلاء اللاعبين والمدربين والإداريين، تستمر كرة القدم الليبية في كتابة فصول جديدة من النجاح، وتؤكد أن الإصرار والعزيمة هما مفتاح تحقيق الأحلام.