هل تنقل زيارة وزير الدفاع السعودي لإيران الحوثيين إلى ”مرحلة الخطر”؟

في تحليل معمق للتطورات الأخيرة في اليمن، وصف الصحفي اليمني البارز حسين الوادعي القصف الأمريكي الأخير الذي استهدف ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة بأنه "تحول مهم ينقل الضربات العسكرية الأمريكية ضد الميليشيا الحوثية إلى مرحلة الحرب المنظمة". جاءت تصريحاته تعليقاً على الهجمات التي شنتها القوات الأمريكية ضد مواقع الحوثيين في إطار حملة متزايدة لمواجهة التهديدات التي تشكلها الجماعة المسلحة للملاحة الدولية في البحر الأحمر.
زيارة وزير الدفاع السعودي لإيران: تمهيد أم رسالة؟
وفي سياق متصل، أشار الوادعي إلى زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى طهران، والتي وصفها بأنها تحمل رسائل مبطنة يمكن فهمها "عكس ظاهرها". وأوضح أن هذه الخطوة قد لا تكون مجرد لفتة دبلوماسية تقليدية، بل تأتي كجزء من استراتيجية إقليمية تهدف إلى "تمهيد الطريق لرفع الغطاء والدعم الإيراني عن الحوثيين"، وهو ما قد يمثل نقطة تحول كبيرة في المعادلة السياسية والعسكرية في اليمن. وأضاف أن هذه الزيارة قد تنذر بتغير في سياسات طهران تجاه الحوثيين، خاصة إذا كانت هناك ضغوط دولية وإقليمية تدفع نحو إنهاء النفوذ الإيراني في اليمن.
مستقبل اليمن: فرصة أم فوضى؟
طرح الوادعي تساؤلات جوهرية حول مستقبل البلاد في ظل هذه التطورات السريعة والمتسارعة. وقال: "هل نحن أمام فرصة جديدة لليمنيين لاستعادة وطنهم المختطف وكرامتهم ومستقبلهم الذي تحاول عنصرية الألف عام تدميره؟ أم أننا أمام سيناريو فوضى آخر ينقل الحوثية إلى مرحلة أخطر من التهديد؟". هذه التساؤلات تعكس حالة من الترقب والقلق بشأن ما ستؤول إليه الأوضاع في البلاد، خاصة في ظل الانقسامات الداخلية وضعف المؤسسات الوطنية.
التدخل الأمريكي: حماية الملاحة أم حرب أوسع؟
وأشار الوادعي إلى أن الولايات المتحدة تبدو وكأنها تمضي بخطى ثابتة نحو زيادة حدود تدخلها العسكري في المنطقة، مدفوعة بهدف واضح هو حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر. ومع ذلك، انتقد الصحفي بشدة ما وصفه بـ"ترهل الشرعية اليمنية"، معتبراً أن الفصائل المناهضة للحوثيين تعاني من "فسادها وعجزها عن التقاط اللحظة التاريخية التي قد لا تتكرر". ورأى أن هذا العجز يعرقل الجهود الرامية إلى تحقيق تقدم حقيقي في المعركة ضد الحوثيين.
رؤية الوادعي للموقف من الحروب: موقف عملي وليس انفعالياً
وفي معرض تحليله، أكد الوادعي أن الموقف من الحروب يجب أن يكون "واقعيًا وعمليًا"، وليس انطباعيًا أو رومانسيًا. وقال إن "الموقف من الحروب ليس موقفًا رومانسيًا يضع الحروب كلها تحت خانة الشر، ولا موقفًا انتحاريًا يضعها كلها تحت خانة المجد"، بل هو "موقف سياسي يستند إلى قراءة دقيقة للسيناريوهات والإمكانيات المتاحة". وأشار إلى أن الخيارات المتاحة لليمنيين اليوم قد تضاءلت إلى حد كبير، ولم يتبقَ أمامهم سوى "المعركة الوطنية الموحدة ضد الشر المطلق"، في إشارة واضحة إلى الحوثيين.
الخلاصة: بين الأمل والتحدي
ختامًا، يبدو أن تصريحات الوادعي تعكس حالة من الترقب الحذر لما قد تسفر عنه التحركات الإقليمية والدولية في الساحة اليمنية. فالقصف الأمريكي على الحديدة، وزخم التحركات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، يشير إلى أن اليمن قد يكون على أعتاب مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والأزمات، لكنها قد تحمل في طياتها فرصة تاريخية لإنهاء سنوات من الصراع والمعاناة.
لكن السؤال الذي يبقى معلقاً: هل ستكون القوى المحلية والإقليمية والدولية قادرة على استثمار هذه الفرصة لتحقيق السلام والاستقرار، أم أن اليمن مقبلة على فصل جديد من الفوضى والاضطراب؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة.