معركة الحديدة المؤجلة... هل تملك الشرعية الغطاء لحسم الحرب؟

الحرب في اليمن لا تزال معلّقة في الهواء؛ لا تنتهي ولا تبدأ. والجميع يتحدث عن الحديدة، وكأن المدينة تقف على عتبة التحرير، تنتظر من يطرق الباب. لكن الحقيقة أبسط وأعمق: المشهد معقّد، والحسابات كثيرة، والقرار ليس سهلًا.
من يراقب الوضع يدرك أن الحوثيين لم يعودوا مجرّد جماعة مسلّحة، بل باتوا جزءًا من توازنات إقليمية، وربما دولية.
والقوى المناهضة لهم، رغم شجاعتها ومواقفها، تُدرك حجم التحدي، وتعلم أن المعركة تتطلب ما هو أكثر من السلاح وحده.
ليس في ذلك ضعف، بل اعتراف صريح بأن المواجهة لم تَعُد محلية فقط، بل صارت حلقة في سلسلة أطول من الصراعات والتقاطعات الدولية.
ولهذا، تعود فكرة التحالف الدولي إلى الواجهة؛ لا تكرارًا لتجربة سابقة، بل استعانة بإطار أوسع يوفّر الغطاء السياسي والعسكري لإعادة التوازن.
كما حدث مع “داعش” في العراق، عندما التقت الإرادة الوطنية مع الدعم الدولي، فتغيّر مسار الحرب.
لا أحد يطلب من العالم أن يُحارب عنا، ولا أن ينوب عن اليمنيين أو حلفائهم، بل أن يدرك أن ما يجري في اليمن ليس معركة عابرة، بل فصلٌ من فصول الاستقرار الإقليمي.
الحوثي لا يسقط برغبة فرد، ولا بتصريح عابر، بل بعمل مشترك، تُبنى فيه المعركة على أساس واضح، وتحظى بدعم لا يُقايض الدم بالهدنة، ولا يُدير الأزمات بالتقسيط.
الوقت لا ينتظر، واليمن لا يحتمل مزيدًا من التعقيد.
والسؤال اليوم ليس: هل نذهب إلى معركة؟ بل: هل نملك الغطاء الذي يجعل المعركة حاسمة هذه المرّة؟.