تحذيرات من ”مخطط خطير” في حضرموت يهدد استقرار المحافظة ويفتح الباب أمام الفوضى

حذر خبير عسكري بارز، اليوم الأحد، من تنفيذ "مخطط خطير" في محافظة حضرموت شرق اليمن، مشابه لما حدث في العاصمة المؤقتة عدن بعد تحريرها من قبضة تنظيم القاعدة الإرهابي. وأشار الخبير إلى أن ما يجري على أرض الواقع في المكلا، مركز محافظة حضرموت، ينذر بتداعيات خطيرة قد تقود المنطقة نحو الفوضى والصراعات الداخلية بدلاً من تحقيق الأمن والاستقرار.
وفي تصريح صحفي، أكد الخبير العسكري أن هناك محاولات حثيثة لبعض الأطراف التي كانت بعيدة عن المشهد أثناء تحرير المكلا من القاعدة في عام 2016، للقفز على تضحيات القادة والمقاتلين الحقيقيين الذين خاضوا تلك المعركة المصيرية. وقال: "ما حصل في عدن يحصل اليوم في حضرموت، حيث تظهر بعض الوجوه التي كانت مختبئة في جحورها عند تحرير المكلا، وتسعى الآن إلى وضع أيديها على مقدرات المحافظة دون وجه حق".
تحذيرات من فشل وفوضى
وحذر الخبير من تداعيات هذا المخطط الذي يوصف بأنه "غير مدروس"، مشيرًا إلى أنه لن يؤدي إلى بناء شراكات أو استقرار مستدام، بل سيؤدي إلى فشل ذريع وفتح المجال أمام الفوضى. وأكد أن مثل هذه التحركات المشبوهة ستفيد فقط أعداء حضرموت وستضعف الجهود الوطنية الرامية إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة وتعزيز الأمن والتنمية.
وشدد على ضرورة وضع حد لهذه المحاولات عبر إنصاف القادة الحقيقيين الذين كان لهم دور محوري في معركة تحرير المكلا، ومنحهم الدور القيادي الذي يستحقونه لمواصلة العمل على تحقيق الاستقرار في المحافظة. وقال: "لن يستقيم الأمر حتى نعطي كل ذي حق حقه، ويعود القادة الحقيقيون بقيادة النائب فرج البحسني إلى الواجهة لتفعيل دور المجلس الانتقالي الجنوبي بصورة أكثر فعالية".
دعوة لإعادة تفعيل دور المجلس الانتقالي
وأشار الخبير العسكري إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في حضرموت، إذا ما تم تفعيل دوره بشكل أكثر فاعلية. ودعا إلى ضرورة تعزيز التعاون بين القوى المحلية الحقيقية والمجلس الانتقالي لمواجهة المخاطر المحدقة بالمحافظة، ومعالجة التحديات السياسية والاقتصادية التي تعيق عملية التنمية فيها.
واعتبر أن عدم إنصاف القادة الحقيقيين الذين قدموا التضحيات الجسام، واستمرار تهميشهم، سيؤدي إلى تصاعد التوترات وانفجار الأوضاع الأمنية في المحافظة. وأكد أن الحل يكمن في العودة إلى الشرعية الوطنية القائمة على الإنصاف والتوزيع العادل للسلطة والمسؤوليات.
صراع القوى والنفوذ
تأتي هذه التحذيرات في ظل تصاعد حدة التنافس بين مختلف القوى المحلية والإقليمية على النفوذ في محافظة حضرموت، التي تعد واحدة من أغنى محافظات اليمن بالموارد الطبيعية، بما في ذلك النفط والغاز. ويبدو أن بعض الأطراف تسعى إلى استغلال حالة الفراغ السياسي لتحقيق مكاسب شخصية أو فئوية، مما يزيد من تعقيد المشهد العام ويهدد بإشعال صراعات جديدة.
ويرى مراقبون أن التحدي الأكبر يكمن في كيفية إدارة هذه التحديات وتحقيق التوازن بين مصالح مختلف الأطراف، مع التركيز على الأولويات الأساسية للمحافظة، مثل تحسين الخدمات العامة، توفير فرص العمل، وتعزيز الأمن والاستقرار.
رسالة إلى أبناء حضرموت
وفي ختام تصريحاته، وجه الخبير العسكري رسالة إلى أبناء حضرموت، دعاهم فيها إلى اليقظة والحذر من الانجرار وراء الأجندات الخارجية أو الوقوع ضحايا لمؤامرات تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي في المحافظة. وقال: "على الجميع أن يدرك أن حضرموت تستحق الأفضل، وأن التضحية من أجلها يجب أن تكون هدفًا نبيلًا نعمل جميعًا لتحقيقه".
وأضاف: "علينا أن نتعلم من دروس الماضي، وأن نعمل معًا لتحقيق الاستقرار والتنمية، بعيدًا عن الأنانية والفئوية التي لا تخدم سوى أعداء الوطن".