السبت 26 أبريل 2025 09:45 مـ 28 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

بين فوضى العالم ..المملكة ترسم طريقها بثبات

الإثنين 21 أبريل 2025 01:33 صـ 23 شوال 1446 هـ
اللواء حسين العجي العواضي - محافظ محافظة الجوف.
اللواء حسين العجي العواضي - محافظ محافظة الجوف.

يمرّ العالم اليوم بحالة من القلق والتوتر غير المسبوقين، وسط سيولة غير معهودة في الاصطفافات والتحالفات والطموحات. ولا تكاد تخلو دولة من التوجس أو القلق وحتى الحيره ، فالجميع يعيد حساباته، ويلتفت يمينا وشمالاً ويتحسّب للآتي، باستثناء دولة واحدة: المملكة العربية السعودية، التي تبدو وكأنها تجلس في "المقعد المريح"، تراقب وتتحرك بحكمة، ومصداقية وقدرة وخطى ثابتة، ما جعلها محل احترام وثقة الجميع، بل موضع تسابق لكسب ودها والاستفادة من دورها.

لقد استطاعت المملكة، بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، أن ترسم مشروعًا داخليًا طموحًا ضمن "رؤية 2030"، يسير بخطى واثقة نحو أهدافه، ويحقق نجاحات مبهرة، مترافقًا مع سياسة حكيمة تتجنب الخصومات، وتحسن قراءة الاصطفافات، وتُتقن بدقة قياس المساحات في المصالح والعلاقات بين الدول.

اليوم، إيران –التي طالما كانت مصدر تهديد للمملكة– باتت تسعى للتقارب مع المملكة، بل وتُعوّل على دورها في نزع فتيل التهديدات والمخاطر المحدقة بها.
أما الولايات المتحدة، التي كانت تنتقد السعودية بخوضها الحرب في اليمن بل وتخذلها في كثير من المواطن، فهي اليوم تخوض الحرب ذاتها –وإن اختلفت الأهداف– وقد أصبحت أكثر تفهمًا لحقيقة المشهد اليمني وتعقيداته ومن هو الحوثي، وأكثر إدراكًا لما تحمّلته المملكة طوال سنوات الحرب، وازدادت حاجتها إلى دور المملكة في ملفات المنطقة، وعلى رأسها ملف اليمن، الذي يمسّ المملكة بشكل مباشر.

وفيما يتعلق بالقضية العربية والأنسانية الأوسع، وضعت المملكة نفسها حجر الزاوية دون شعبوية وإبتذال أو تفريط راهنة أي تفاهم مع الكيان بدولة فلسطينية وانهاء الحرب الغاشمة على غزة. وبنفس الدفة تحولت تركيا من كرسي المشاكس لسياسات المملكة إلى الزائر المتكرر للرياض ، حرفيا ومجازيا.

غربا، شقت المملكة خطاها بعناية. خارج إطار القوتين الاعظم أمريكا وبريطانيا، أصبحت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ممتازة، ومع روسيا متوازنة، أما مع الصين والدول الآسيوية، فهي علاقات مزدهرة ومتنامية منذ زمن. وعلى المستوى العربي، تقود المملكة حالة من الانفتاح والتكامل السياسي والاقتصادي. بل وأهم من ذلك التصالح بين الأجنحة، والأمس والغد كما في سوريا ولبنان.اليوم، وعلى ارض الجزيرة وفي قلبها الرياض وبمشاركة فاعلة تدار المفاوضات لاهم الازمات الدولية والإقليمية من اوكرانيا وروسيا الى امريكاء وايران، مرورا بغزة وسورية واليمن والسودان وافغانستان.

ومع دول مجلس التعاون الخليجي – الإمارات، وقطر، والكويت، والبحرين، وسلطنة عُمان – تشكل مع المملكة، في ظل هذه الرؤية وهذه القيادات، مرتكزًا عربيًا يحمل مقومات النهوض بمشروع عربي مستقبلي، قادر على التأثير في الإقليم، بل في العالم بأسره.

تبقى "الثغرة" الأدمى والأخطر: الوضع في اليمن.

لن يكتمل استقرار الجزيرة العربية، ولن تتكامل طاقاتها، ويُصان أمنها، إلا بكسر مشروع الميليشيات الحوثية الإيرانية في اليمن، وإنهاء حالتها الانقلابية. حينها فقط يمكن لمجلس التعاون، بالتعاون مع بقية الدول العربية وفي المقدمة مصر والأردن، أن يعيد ترتيب البيت اليمني، ويضمن استقرارًا حقيقيًا للبحر الأحمر والمنطقة برمتها، يعزز مسيرة التكامل ويثبت الأمن في الجزيرة العربية للنهوض بالدور المنتظر منها عالميا. والمملكة حتما بقيادة مليكها وولي عهدها الثابت والجريء محمد بن سلمان تمشي نحو ذلك.

موضوعات متعلقة