قصف اسرائيلي بدعوى ”حماية الدروز” وهجوم مسلح على الأمن السوري في صحنايا وأردوغان يتوعد

أعلنت إسرائيل، اليوم الأربعاء، تنفيذ ضربة جوية بطائرة مسيّرة استهدفت مجموعة قالت إنها كانت تستعد لمهاجمة دروز بلدة صحنايا بريف دمشق، ما فجر موجة من التوتر العسكري والسياسي في المنطقة، في وقت أكدت فيه وزارة الداخلية السورية مقتل 16 عنصراً أمنياً في هجوم مسلح على مركز أمني بالمنطقة ذاتها.
البيان الصادر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، أوضح أن العملية جاءت "بمثابة رسالة إلى النظام السوري"، مفادها أن "إسرائيل تتوقع منه التحرك لمنع إلحاق الأذى بالدروز". وأضاف البيان أن تل أبيب "لن تسمح بإلحاق الضرر بالطائفة الدرزية في سوريا، انطلاقًا من التزامها العميق تجاه الدروز في إسرائيل الذين تربطهم علاقات عائلية وتاريخية بإخوانهم في سوريا".
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن الضربة نفذتها طائرة مسيرة أطلقت صاروخاً باتجاه مبنى في صحنايا، قالت إنه كان يضم مسلحين يستعدون لاستهداف تجمعات درزية. كما شددت على أن العملية لم تسفر عن إصابات، وجاءت "بقصد التحذير وليس التصعيد"، مع بقاء الجيش الإسرائيلي وشعبة الاستخبارات في حالة تأهب لمتابعة التطورات.
وفي المقابل، أفادت وزارة الداخلية السورية، في تصريح خاص لقناة الجزيرة، بأن "إسرائيل نفذت قصفين منفصلين على مراكز أمنية في محيط صحنايا منذ صباح اليوم"، مشيرة إلى سقوط قتلى وجرحى بينهم عناصر أمن، فيما استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية تجمعاً أمنياً على أطراف المدينة.
وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، فإن إطلاق نار استهدف سيارات مدنية في محيط المنطقة، أدى إلى مقتل ستة أشخاص، بينهم مدنيون، وإصابة ثلاثة من عناصر الأمن العام. وأكدت وزارة الداخلية السورية أنها "ستضرب بيد من حديد كل من يسعى لزعزعة أمن البلاد"، وأن قواتها بدأت "تمشيطاً واسعاً في أشرفية صحنايا لإلقاء القبض على العصابات الخارجة عن القانون".
من جهته، حذر الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، مما وصفه بـ"هجمات تستهدف التجمعات الدرزية في محيط دمشق"، داعياً إسرائيل والمجتمع الدولي إلى "التحرك فوراً لمنع المجازر الجماعية".
وفي مشهد يعكس تصاعد التوترات الإقليمية، دخلت أنقرة على خط الأزمة، إذ صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال عودته من زيارة لإيطاليا، بأن بلاده "لن تسمح بفرض أمر واقع في سوريا، ولا بأي مبادرة تهدد استقرارها". وقال أردوغان: "سنرد بطرق مختلفة على أي محاولة لجر سوريا إلى مستنقع جديد من عدم الاستقرار"، معتبراً أن الغارات الإسرائيلية محاولة "لتقويض المناخ الإيجابي الذي بدأ مع الإدارة الجديدة في دمشق".
الرئيس التركي أكد في السياق ذاته أن وحدة الأراضي السورية "أمر لا غنى عنه"، مشيراً إلى أن أنقرة ودمشق تشتركان في هذا المبدأ، كما أعرب عن تفاؤله بعلاقات بلاده مع الولايات المتحدة في عهد دونالد ترمب، قائلاً: "نرحب بموقف ترمب الذي يأخذ مخاوف تركيا بعين الاعتبار، وسنلتقي قريباً".