الخميس 1 مايو 2025 04:29 صـ 4 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

دمشق ترفض بشكل قاطع تمزيق سوريا تحت مسمى ”الحماية الدولية للأقليات”

الخميس 1 مايو 2025 01:22 صـ 4 ذو القعدة 1446 هـ
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني

في خضم توتر غير مسبوق على الساحة السورية، رفضت دمشق بشكل قاطع الدعوات المطالبة بـ"حماية دولية للطائفة الدرزية"، ووصفتها بأنها "غير شرعية ومرفوضة بالكامل"، متهمة جماعات "خارجة عن القانون" بمحاولة تدويل ملف داخلي يعالج، بحسب تأكيدها، ضمن مؤسسات الدولة السورية وحدها.

البيان الذي صدر اليوم الأربعاء عن وزارة الخارجية السورية، جاء في أعقاب إعلان الجيش الإسرائيلي تنفيذه ضربة جوية "تحذيرية" داخل الأراضي السورية، قال إنها جاءت "دفاعاً عن الدروز"، إثر اشتباكات دامية شهدتها منطقة صحنايا بريف دمشق وأودت بحياة 22 شخصًا على الأقل، بحسب مصادر ميدانية.

دمشق: حماية مكونات الشعب مسؤولية الدولة وحدها

وزارة الخارجية السورية شددت في بيانها على أن "الدولة ملتزمة بحماية جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء، بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية"، مضيفة أن هذه الطائفة كانت وما تزال "جزءًا أصيلًا من النسيج الوطني".

وأضاف البيان أن "الدعوات التي تروّج لتدخل خارجي بذريعة حماية مكون من مكونات الشعب السوري، هي تهديد مباشر لوحدة البلاد، وتقوض الجهود الرامية لاستعادة الأمن والاستقرار"، معربة عن تقدير الحكومة "للدور الحكيم والمسؤول الذي اضطلع به عدد من مشايخ وعقلاء الطائفة الدرزية في إطفاء نار الفتنة".

وجددت الخارجية رفضها "أي إملاءات أو تدخلات خارجية"، مؤكدة أن "سيادة سوريا ليست موضوعًا للنقاش أو التفاوض".

في المقابل، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، في بيان مشترك، إن الجيش الإسرائيلي "قصف مجموعة مسلحة متطرفة كانت تستعد لمواصلة الهجوم على الدروز في صحنايا"، على حد تعبيرهما.

وأكد البيان أن "رسالة رسمية وُجّهت إلى النظام السوري تحمّله مسؤولية حماية أبناء الطائفة"، في لهجة حملت تحذيرًا مبطّنًا بتوسيع نطاق التدخل إذا استمرت التوترات.

وفي خطوة لافتة، أعلن الجيش الإسرائيلي أيضًا **إجلاء ثلاثة جرحى دروز من الأراضي السورية لتلقي العلاج في مشفى بمدينة صفد**، دون تقديم تفاصيل حول ملابسات إصاباتهم أو الجهات التي كانوا يواجهونها.

مفتي سوريا يحذر من انفجار الفتنة

تزامنًا مع هذا التصعيد، حذر المفتي العام في سوريا، الشيخ أسامة الرفاعي، من خطورة الانزلاق نحو "الفتنة"، بعد الاشتباكات التي اندلعت بين مسلحين مرتبطين بالسلطة وآخرين من أبناء الطائفة الدرزية في صحنايا.

وفي كلمة متلفزة، قال الرفاعي: "إياكم والفتن، فإن الفتن يُدرى أولها ولا يُعلم آخرها… لو اشتعلت الفتنة في بلدنا، فكل أعراقنا وكل طوائفنا ستكون خاسرة".

توجّس داخلي من الأطماع الإسرائيلية

وتأتي هذه التطورات في وقت حسّاس تمر به سوريا بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وهو ما أعاد خلط الأوراق السياسية والأمنية في البلاد.

وتزايدت المخاوف الشعبية والرسمية من أن تتحول التحركات العسكرية الإسرائيلية على الحدود، والتوغلات في القرى السورية الجنوبية، إلى "احتلال طويل الأمد"، رغم تبريرات تل أبيب بأن وجودها هناك يهدف فقط إلى "حماية أمنها القومي".

ويرى مراقبون أن ما يجري جنوب دمشق قد يكون نواة لمعادلة جديدة يحاول كل طرف فرضها: إسرائيل تسعى للظهور بمظهر الحامي للأقليات، فيما تصر دمشق على أن كل السوريين تحت مظلة الدولة، في وقت تتصاعد فيه التوترات الطائفية والانقسامات السياسية.

ووسط هذه الأزمة، يبدو أن مصير مناطق الجنوب السوري بات مفتوحًا على كل الاحتمالات، من التصعيد العسكري إلى تدويل القضية، وسط صمت دولي يراقب بصمت وقلق ما قد تؤول إليه الأيام المقبلة.