أكد الدكتور أحمد المبروك، أستاذ الاقتصاد في جامعة طرابلس، أن اختفاء الفئات النقدية الصغيرة من السوق الليبية يُعد نتيجة مباشرة لتدهور قيمة العملة الوطنية، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو محو تدريجي للقيمة الشرائية للفئات الأقل، في ظل ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية للدينار.
وأوضح المبروك أن الفئات المعدنية لم تعد تتناسب مع هيكل الأسعار الجديد، حيث أصبح من غير المنطقي تسعير أي سلعة بأقل من دينار واحد، ما أدى إلى انعدام الحاجة العملية للفئات الصغيرة في التعاملات اليومية، سواء في الأسواق أو وسائل النقل.
وأضاف أن هذا التحول يعكس فقدانًا متزايدًا للثقة بالعملة المحلية، ويُعد مؤشرًا على اختلالات هيكلية أعمق في الاقتصاد الليبي، حيث بات التضخم لا يظهر فقط في التقارير والأرقام، بل أصبح جزءًا من السلوك اليومي والتسعير، مما يزيد الضغوط على المستهلكين ويكرّس الأزمة الاقتصادية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشير فيه بيانات مصرف ليبيا المركزي إلى وجود كميات كبيرة من الفئات المعدنية في الكتلة النقدية الرسمية، إلا أن غيابها شبه التام عن التداول الفعلي يعكس فجوة بين الواقع المالي والممارسات اليومية في السوق.
