تعاني المنطقة الجنوبية من انتشار واسع للعقارب، خاصة مع تزايد درجات الحرارة في فصل الصيف. ويزيد من حدة المشكلة نقص الخدمات الصحية، حيث يتسبب التأخير في تقديم العلاج اللازم في زيادة حالات الوفاة.
يقول الدكتور إسماعيل العيضة، رئيس غرفة الطوارئ بوزارة الصحة بالحكومة الليبية ومدير مستشفى الشهيد عطية الكاسح التعليمي بمدينة الكفرة، في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24” أن حالات الوفاة التي حدثت بالمدينة في السنوات السابقة والعام الحالي، تعود إلى شدة سمية لدغة بعض أنواع العقارب:، والتأخر في نقل المصاب إلى المستشفى وتلقيه المصل المضاد.
يؤدي الانقسام السياسي في ليبيا إلى تفاقم المشكلات الصحية والبيئية في المنطقة الجنوبية. فعدم الاستقرار السياسي والأمني يؤثر سلبًا على توفير الخدمات الأساسية للسكان، بما في ذلك الخدمات الصحية. ويشير العيضة إلى أن انقطاع الكهرباء المتكرر يسهم في زيادة خطر تعرض السكان للدغات العقارب، حيث تخرج العقارب ليلاً بحثاً عن الرطوبة، وانقطاع التيار الكهربائي يمكنها من التسلل إلى المنازل، خصوصاً إذا كانت هذه المنازل داخل المزارع.
ورغم ارتفاع عدد الإصابات بلدغات العقارب، يؤكد العيضة أن توافد النازحين السودانيين بكثرة على الكفرة منذ نشوب الحرب ببلادهم دفع السلطات الطبية والمحلية للمطالبة بمضاعفة كمية الأمصال، خصوصاً أن كثيراً منهم يسكن المزارع والأماكن المهجورة.
وأشار إلى أن المستشفيات والعيادات في الكفرة تعمل بجهد لمواجهة الأزمة، حيث توجد 3 مستشفيات وأكثر من 6 عيادات عامة. إلا أن العيضة اشتكى من نقص كبير في عدد الأطباء والفرق الطبية المساعدة، مما يزيد من تحديات تقديم الرعاية الصحية للمصابين.
وتعتبر العقارب واحدة من أكبر التحديات التي تواجه سكان المنطقة الجنوبية في ليبيا، حيث تشكل لدغاتها السامة خطراً كبيراً على الحياة. وفي ظل الانقسام السياسي وعدم الاستقرار الذي تعاني منه البلاد، تتفاقم هذه المشكلة، مما يتطلب جهوداً مضاعفة من الجهات المعنية لتوفير الأمصال والرعاية الصحية اللازمة لحماية السكان والتخفيف من معاناتهم. يجب أن تكون هناك خطط شاملة لمكافحة العقارب والوقاية من لدغاتها، تشمل توفير الموارد اللازمة وتحسين الخدمات الصحية وتوعية السكان بطرق الوقاية والعلاج.
تعد العقارب من أخطر الكائنات التي تهدد حياة الإنسان في المناطق الصحراوية والحارة. تنتشر هذه الكائنات بكثرة في جنوب ليبيا، حيث تزداد مخاطرها مع حلول فصل الصيف. يؤكد الخبراء أن نشاط العقارب يزداد مع ارتفاع درجات الحرارة، ما يشكل تهديدًا كبيرًا على حياة سكان المنطقة، خاصة الأطفال. ويطالب سكان مدن المنطقة الجنوبية الجهات المعنية بحمايتهم من مخاطر العقارب، خصوصاً بعد مقتل طفلين بلدغاتها السامة في الأيام الأخيرة.
تعتبر لدغات العقارب من أخطر اللدغات التي قد يتعرض لها الإنسان، حيث تحتوي بعض الأنواع على سموم قوية تسبب ألمًا شديدًا، وتورمًا، وصعوبة في التنفس، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة. وتزداد خطورة هذه اللدغات في حالة تأخر الحصول على العلاج المناسب، خاصة في المناطق النائية التي تفتقر إلى الخدمات الصحية المتقدمة.
لمكافحة العقارب، يجب اتباع عدة إجراءات وقائية وعلاجية: