في خضم الفوضى السياسية والأزمة التي تعصف بليبيا منذ سنوات، تُبذل مساعي جادة واجتماعات غير رسمية بين أعضاء من مجلس النواب والدولة للتواصل مع الأطراف المحلية والدولية بشأن وضع آلية تشكيل حكومة موحدة مصغرة تهدف إلى تحقيق الاستقرار وتحقيق أهداف ثابتة.
الصول: توحيد الجهود الوطنية ضروري لتحقيق الاستقرار في ليبيا
تأتي هذه الجهود في وقت حساس تعاني فيه البلاد من انقسامات حادة وتدهور في الأوضاع الأمنية والاقتصادية، مما يستدعي توحيد الصفوف والجهود لتحقيق تقدم ملموس نحو مستقبل أفضل للشعب الليبي.
قال علي الصول، عضو مجلس النواب، إن هذه الاجتماعات غير الرسمية تعكس رغبة صادقة في التوصل إلى حلول مشتركة بين الأطراف المختلفة، مؤكداً على أهمية التواصل مع المجتمع الدولي لضمان دعم واستقرار العملية السياسية في البلاد.
الصول: المجلس الرئاسي غائب عن ملف الموارد المالية وأولويات الإنفاق
وأشار الصول في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24” إلى أن المجلس الرئاسي الحالي ليس معنياً بملف الموارد المالية وأولويات الإنفاق، موضحاً أنه غائب عن المشهد السياسي في هذه الفترة الحرجة، مما يضع المزيد من الضغط على أعضاء مجلس النواب والدولة لتحمل المسؤولية والعمل الجاد لتحقيق تقدم في هذا الملف الحساس.
وأضاف الصول أن هناك حاجة ماسة لتشكيل حكومة مصغرة تتكون من شخصيات وطنية ذات كفاءة ونزاهة، تعمل على تحقيق أهداف محددة وواضحة، مثل تحسين الأوضاع الأمنية والاقتصادية، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، وضمان العدالة والمساواة بين جميع أبناء الشعب الليبي.
وأكد الصول أن الاجتماعات غير الرسمية تُعقد بعيداً عن الأضواء الإعلامية بهدف تحقيق نتائج ملموسة بعيداً عن الضغوط الخارجية والتدخلات الدولية التي غالباً ما تعيق التوصل إلى حلول حقيقية ومستدامة.
تقرير: المغرب يستضيف اجتماعاً بين عقيلة والمنفي والدبيبة منتصف الشهر القادم
في السياق نفسه، أفاد موقع “أفريكا انتلجنس” الفرنسي أن المغرب سيحتضن اجتماعاً في الرباط منتصف الشهر القادم بين رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، ورئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، ورئيس الحكومة، عبدالحميد الدبيبة، لإعادة إحياء مسار الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الدولية والإقليمية لدعم العملية السياسية في ليبيا، حيث يعوّل الكثيرون على دور المغرب في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، نظراً لعلاقاتها الجيدة مع جميع الأطراف الليبية.
وأشار التقرير إلى أن الاجتماع المزمع عقده في الرباط يأتي في وقت حاسم تتزايد فيه الضغوط الداخلية والدولية على الأطراف الليبية لتحقيق تقدم حقيقي في العملية السياسية، والتوصل إلى توافق حول آلية واضحة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن.
من جهة أخرى، أشار الصول إلى أن الأطراف الليبية تدرك أهمية المرحلة الحالية وحساسية الوضع، وأن هناك إجماعاً على ضرورة توحيد الجهود والعمل بجدية لتحقيق التوافق الوطني، مشيراً إلى أن هناك توافقاً على أن تكون الحكومة المصغرة القادمة ذات مهام محددة ولفترة زمنية قصيرة، تركز على تحقيق أهداف محددة دون الدخول في تفاصيل الخلافات السياسية العميقة.
وأكد الصول أن هناك إرادة حقيقية لدى الأطراف الليبية للوصول إلى حلول توافقية، وأن الاجتماعات غير الرسمية تشهد نقاشات جدية ومثمرة حول كيفية تحقيق التوافق الوطني، مشدداً على أن نجاح هذه الجهود يعتمد بشكل كبير على الدعم الدولي والإقليمي.
وفي ختام حديثه، أعرب الصول عن أمله في أن تسفر هذه الاجتماعات عن نتائج إيجابية تعود بالنفع على الشعب الليبي، وتساهم في تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد، مشيراً إلى أن الطريق نحو التوافق الوطني ما زال طويلاً ويتطلب الكثير من الجهود والتضحيات.
تبقى الأنظار موجهة نحو الاجتماع المزمع عقده في الرباط، حيث يعوّل الكثيرون على دوره في تحقيق تقدم ملموس نحو تحقيق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتوحيد الجهود الوطنية لتحقيق السلام والاستقرار في ليبيا.