ليبيا الان

تقرير أممي: 725 ألف مهاجر غير نظامي في ليبيا

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

تحت سماء ليبيا المتقلبة، وبين شواطئها الممتدة وصحاريها الشاسعة، يتوزع 725 ألفًا و304 مهاجرين غير نظاميين، ينتمون إلى 44 جنسية مختلفة، وفق ما كشفه التقرير الأخير الصادر عن المنظمة الدولية للهجرة. هذا التقرير، الذي يستند إلى عمليات جمع بيانات دقيقة جرت خلال شهري مارس ومايو الماضيين، يعكس حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها هؤلاء المهاجرون في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد.

إن الزيادة الطفيفة بنسبة 1% في أعداد المهاجرين مقارنة بآخر إحصاء أجري في ديسمبر الماضي، تحمل في طياتها دلالات عميقة. إنها ليست مجرد أرقام تضاف إلى السجلات، بل قصص حياة وأمل تكافح من أجل البقاء في بيئة تفتقر إلى الاستقرار والأمان. منذ عام 2016، حين بدأت المنظمة الدولية للهجرة عملها في جمع البيانات، لم تشهد ليبيا مثل هذه الأعداد الكبيرة من المهاجرين. ومع ذلك، فإن الأرقام الحالية تظل أقل بكثير مما كانت عليه قبل عام 2011، حين كان يُقدر إجمالي عدد المهاجرين بنحو 2.5 مليون.

المهاجرون يتجهون نحو المناطق الساحلية في ليبيا بحثًا عن فرص عمل

وفي ظل هذا السياق، يُلاحظ التقرير الدولي زيادة ملحوظة في عدد المهاجرين في المناطق الساحلية الشرقية وغرب ليبيا. هؤلاء المهاجرون يبحثون عن فرص أفضل لكسب العيش في قطاعات متنوعة مثل البناء والنفط والتجارة والزراعة. يأتون من بعيد، حاملين آمالهم على أكتافهم، ليعملوا تحت شمس ليبيا الحارقة، يسعون جاهدين لتحقيق حياة كريمة. ولا يأتي هذا التوجه نحو المناطق الساحلية فقط بسبب الفرص الاقتصادية، بل أيضًا نتيجة الاستقرار الأمني النسبي الذي تتمتع به بعض البلديات.

إن صورة المهاجرين غير النظاميين في ليبيا هي جزء من مشهد أكبر وأكثر تعقيدًا. فالصراعات المسلحة والنزاعات السياسية تجعل من الصعب على الجميع، سواء كانوا مواطنين أو مهاجرين، أن يجدوا الاستقرار الحقيقي. ورغم ذلك، يواصل هؤلاء المهاجرون رحلتهم الصعبة، متحدين الصعاب والمخاطر، بحثًا عن مكان يمكن أن يسموه وطنًا، حتى ولو كان مؤقتًا.

ومن بين هؤلاء المهاجرين، تجد قصصًا تفطر القلب، كقصة أم تحمل طفلها بين ذراعيها، هاربة من ويلات الحرب في بلادها، أو شاب يافع ترك خلفه أسرته ليعبر البحر بحثًا عن مستقبل أفضل. هؤلاء هم أبطال قصص لا تُكتب في كتب التاريخ، بل تُعاش في صمت على أرض الواقع، حيث تكون النجاة هي الإنجاز الأكبر.

زيادة طفيفة في أعداد المهاجرين غير النظاميين في ليبيا

ومع تصاعد الأزمات في ليبيا، تزداد التحديات أمام هؤلاء المهاجرين. فالمشاكل الاقتصادية والأمنية والسياسية تتشابك لتخلق وضعًا معقدًا يصعب حله. ومع ذلك، يظل الأمل حيًا في قلوبهم، فهم يعلمون أن الاستمرار في السعي هو السبيل الوحيد لتحقيق أحلامهم، ولو كانت الفرص ضئيلة.

وفي ظل هذا الواقع المعقد، تأتي دعوات المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي لدعم هؤلاء المهاجرين وتوفير الحماية لهم. إنهم يحتاجون إلى أكثر من مجرد مساعدات غذائية وإيواء مؤقت، يحتاجون إلى حلول دائمة وسياسات فعالة تضمن لهم حقوقهم وتمنحهم فرصة حقيقية للعيش بكرامة.

إن قصة المهاجرين غير النظاميين في ليبيا هي قصة الكفاح من أجل البقاء، قصة أناس يواجهون كل يوم تحديات جديدة، ويحلمون بمستقبل أفضل. ورغم كل الصعاب، يظل الأمل هو الحافز الذي يدفعهم للاستمرار، لأنهم يعلمون أن الشمس ستشرق يومًا ما على حياتهم، وتجعل من ليبيا محطة أمل وسلام لهم.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24