أخبار ليبيا 24
في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها ليبيا، تتوالى التصريحات والتحليلات حول إمكانية إقامة الانتخابات وإعادة بناء الدولة الليبية على أسس ديمقراطية مستقرة. أحد أبرز هذه الأصوات هو علي التكبالي، عضو مجلس النواب، وعضو لجنة الأمن القومي الذي يؤكد في تصريحاته أن ليبيا ليست بصدد إجراء الانتخابات في الوقت الحالي. وفقاً للتكبالي، فإن هذا الموقف ليس نتيجة رفض مبدئي لفكرة الانتخابات، بل نتيجة قراءة واقعية للأوضاع التي يعيشها الشعب الليبي يومياً.
التكبالي: الانتخابات في ليبيا ليست ممكنة في الوقت الحالي بسبب الأوضاع الداخلية
يرى التكبالي في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24” ، أن الانتخابات في ليبيا تواجه العديد من التحديات الجوهرية التي تجعل من إقامتها أمراً شبه مستحيل في الوقت الحالي. أول هذه التحديات هو الحالة الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة التي يعيشها المواطن الليبي. في ظل عدم توفر أبسط مقومات الحياة من غذاء وكهرباء ووقود، يصبح الحديث عن انتخابات أشبه بالترف البعيد عن واقع الحياة اليومية. يعيش الليبيون في حالة من العدم وعدم اليقين، مما يجعل من الصعب عليهم التفكير في مستقبل سياسي مستقر.
بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية، يشير التكبالي إلى الانقسامات العميقة داخل المجتمع الليبي، الناتجة عن وجود المليشيات والجهويات والقبائل والعشائر التي تسيطر على مناطق جغرافية مختلفة. هذه الانقسامات تخلق حالة من عدم التجانس والانسجام بين أفراد الشعب الليبي، مما يجعل من الصعب تصور عملية انتخابية نزيهة وشفافة في ظل هذه الظروف. يرى التكبالي أن هناك أولويات يجب تحقيقها قبل الشروع في الانتخابات، من بينها تعزيز الاستقرار والأمن، وتوفير التعليم والتوعية حول أهمية الديمقراطية وحقوق الإنسان.
التكبالي: الغرب يسعى لتحقيق مصالحه ولا يهتم بإقامة انتخابات حقيقية في ليبيا
يؤكد التكبالي أن ما يسعى إليه الغرب في ليبيا ليس إقامة انتخابات حقيقية تحقق تطلعات الشعب الليبي، بل تحقيق مصالحه الاستراتيجية والاقتصادية. هذه الرؤية تجعل من الانتخابات مجرد أداة لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية للدول الغربية، دون النظر إلى مصلحة الليبيين الحقيقية. في هذا السياق، ينتقد التكبالي دور المبعوثة الأممية ستيفاني خوري، التي يعتبرها غير قادرة على تحقيق أي تقدم في ظل الأوضاع الراهنة. يصفها بأنها مجرد حلقة في سلسلة طويلة من المندوبين الذين جاءوا وذهبوا دون تحقيق أي نتائج ملموسة.
ويرى التكبالي أن الحكومة المقبلة لن تكون حكومة انتخابات، بل ستكون حكومة تسوية تضمن تحقيق مصالح الأطراف الدولية المتنافسة على الأرض الليبية. في هذا السياق، يعتبر أن ما حدث في منفذ “رأس جدير” الحدودي مع تونس يعد دليلاً واضحاً على صعوبة إجراء الانتخابات. فقد أظهرت الأحداث هناك مدى ضعف الحكومة المركزية وعجزها عن السيطرة على المليشيات المسلحة التي تفرض سيطرتها على مناطق جغرافية مختلفة.
التكبالي: المبعوثة الأممية لن تستطيع فعل شيء في ظل الظروف الحالية
من ناحية أخرى، يعبّر التكبالي عن استغرابه من حديث المبعوثة الأممية عن الانتخابات في ظل هذا المناخ غير المريح والمخيف الذي يعيش فيه المواطن الليبي. فمعاناة الليبيين اليومية من انقطاع الكهرباء وشح الوقود وتردي الأوضاع الاقتصادية تجعل من الصعب التفكير في إجراء انتخابات. يعيش المواطن الليبي وكأنه لا ينتمي إلى دولة نفطية غنية، بل إلى بلد يعاني من الفقر والحروب والصراعات المستمرة.
التكبالي: الأولوية يجب أن تكون للاستقرار والتعليم قبل الانتخابات
في ضوء كل هذه المعطيات، يؤكد التكبالي على ضرورة أن يتعلم الشعب الليبي مدى أهمية الديمقراطية الحقيقية. يجب أن يدرك الليبيون أن الديمقراطية ليست مجرد صندوق اقتراع، بل هي ثقافة وسلوك يحترم حقوق الآخرين ويعترف بالتنوع والاختلاف. بدون تحقيق هذا الوعي الديمقراطي، ستبقى الانتخابات مجرد عملية شكلية لا تحقق أي تغيير حقيقي.
لذا، يرى التكبالي أن الأولوية يجب أن تكون لتحقيق الاستقرار والأمن، وتعزيز التعليم والتوعية حول حقوق الإنسان والديمقراطية. فقط بعد تحقيق هذه الأساسيات يمكن التفكير في إجراء انتخابات حقيقية تحقق تطلعات الشعب الليبي. وحتى ذلك الحين، تبقى الانتخابات هدفاً بعيد المنال في ظل الأوضاع الراهنة.
في الختام، يمكن القول أن تصريحات علي التكبالي تعكس رؤية واقعية للأوضاع في ليبيا. قد تكون هذه الرؤية متشائمة بعض الشيء، لكنها تستند إلى قراءة دقيقة للواقع الذي يعيشه الشعب الليبي. في ظل هذه الأوضاع، يجب التركيز على تحقيق الاستقرار والأمن والتعليم كخطوة أولى نحو بناء دولة ديمقراطية حقيقية، تحقق تطلعات الليبيين في العيش بكرامة وحرية.