أخبار ليبيا 24
تشهد ليبيا اليوم تجاذبات سياسية حادة تعكس عمق الأزمة الداخلية والتدخلات الخارجية التي تزيد من تعقيد المشهد. تتجه الأنظار نحو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية كحل محتمل لتحقيق الاستقرار، ولكن هذا الحل يبدو بعيد المنال في ظل الظروف الراهنة. وفقاً لمراقبين للشأن الليبي وخبراء سياسيين، تُظهر التجارب السابقة في دول شهدت نزاعات مسلحة أن الانتخابات لم تجرَ إلا بعد تسوية النزاع وزوال أسبابه، مع استعادة المؤسسة العسكرية لنفوذها بالكامل تحت قيادة الأمن الاستراتيجي.
الغويل: مشاركة الأمم المتحدة والدول الفاعلة ضمانة لتحقيق الاعتراف بنتائج الانتخابات
في هذا السياق، أكد سلامة الغويل، وزير الشؤون الاقتصادية السابق في حكومة الدبيبة منتهية الولاية، أن نتائج أي انتخابات رئاسية مرتقبة في ليبيا تظل رهينة الاعتراف الدولي بها. وأوضح أن دعم الأمم المتحدة والاعتراف بها لا يمكن تجاهله، وأنه في حال تحقق هذا الدعم، لن تستطيع الأطراف المحلية الوقوف في وجه المجتمع الدولي.
ويرى الغويل في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24” أن مشاركة الأمم المتحدة والدول الفاعلة في المشهد الليبي هي ضمانة لتحقيق الاعتراف بنتائج الانتخابات، والعمل على إجرائها بشكل شفاف لتحقيق الأهداف المرجوة.
مراقبون: لا انتخابات في ظل النزاعات المسلحة
لكن في ظل وجود المرتزقة والقوات الأجنبية على الأراضي الليبية، تطرح العديد من الأسئلة حول ضمانات الاعتراف بنتائج الانتخابات. يتوقع مراقبون أن تتدخل هذه القوى المسلحة لتغيير النتائج لصالح الدول التي تتحكم بها، مما يجعل الانتخابات مجرد ممارسة سياسية مخادعة من الدول المتدخلة عسكرياً في ليبيا. يعتقد هؤلاء المراقبون أن الحديث عن الانتخابات اليوم هو محاولة لإشغال الليبيين عن المخططات السيئة التي تحاك ضد بلادهم.
وفقاً لمصادر دبلوماسية، تخطط واشنطن لتشكيل “الفيلق الأوروبي”، والذي سيكون خليطاً من الميليشيات الليبية والشركات العسكرية الغربية الخاصة، بهدف إشعال حرب في ليبيا بدلاً من دعم الانتخابات. تتزامن هذه الخطط مع ضغوط واشنطن على القادة الليبيين لإقرار ميزانية تهدف لتمويل هذا الفيلق وحرب الوكالة التي تستعد لخوضها في ليبيا.
تشير التحليلات إلى أن واشنطن تستعد لعقد اجتماع للنيتو في ليبيا بين 9 و11 من الشهر الجاري لمناقشة هذا المخطط مع حلفائها، بعد اجتماعها في بتسوانا مع 30 وزير دفاع أفريقي، بينهم رئيسا الأركان الليبيين، للبحث في كيفية “لجم النفوذ الروسي-الصيني” في القارة.
في ظل هذا الوضع المشحون بالصراع الدولي، يستبعد مراقبون إجراء انتخابات في ليبيا، مشيرين إلى أن ليبيا تشكل أحد أهم مفاتيح الولوج إلى القارة الأفريقية، وأن الوضع الراهن يهدد السلم والأمن الدوليين برمتهما.
يؤكد هؤلاء المراقبون أن وضع ليبيا تحت الوصاية يعني عدم اعتراف الغرب بأي مسار لا تكون الأمم المتحدة طرفاً فيه عبر “البعثة الأممية” في ليبيا. ويرى أن البعثة الأممية شبه مغلقة بسبب صعوبة تعامل موسكو والصين معها، نتيجة سيطرة واشنطن عليها من خلال تعيين غوتيريش لخوري وضغوطها على باتيلي للاستقالة.
الغويل: ضمان الاعتراف بنتائج الانتخابات يحقق الاستقرار في ليبيا
من جانبه، يؤكد الغويل أن ضمان الاعتراف بنتائج الانتخابات يمثل أهمية قصوى لتحقيق الاستقرار في ليبيا. ويدعو إلى مشاركة الأمم المتحدة والدول الفاعلة لضمان شفافية العملية الانتخابية وتحقيق أهدافها. ويرى أن دعم المجتمع الدولي سيكون حاسماً في قبول النتائج والحد من تدخلات الأطراف الخارجية التي تسعى لتحقيق مصالحها على حساب استقرار ليبيا.
تشير تصريحات الغويل إلى أن أي انتخابات في ليبيا يجب أن تكون مدعومة دولياً لضمان نزاهتها واعتراف المجتمع الدولي بها. وبدون هذا الاعتراف، تظل الانتخابات منقوصة وغير قادرة على تحقيق التغيير المطلوب. ومع استمرار التوترات والصراعات الداخلية، تبقى الانتخابات في ليبيا موضوعاً معقداً يتطلب تدخلاً دولياً لتحقيق الاستقرار والسلام.