أخبار ليبيا 24
أصدرت صحيفة “اندبندنت عربية” تقريرًا مفصلًا ينتقد الوضع الاقتصادي في ليبيا، ويحذر من اقتراب البلاد من هاوية الإفلاس. أكدت الصحيفة في تقريرها أن ليبيا، بالنظر إلى وضعها الاقتصادي الحالي والظروف السياسية المضطربة، ستصل إلى مرحلة الإفلاس قريبًا ما لم تتخذ الحكومات التدابير اللازمة لمعالجة التشوهات الاقتصادية والفساد المستشري.
اندبندنت عربية تحذر من اقتراب ليبيا من الإفلاس
الصحيفة قارنت بين التقارير التي يصدرها مصرف ليبيا المركزي وبين الواقع الاقتصادي الذي يعيشه المواطنون، مشيرة إلى أن ليبيا، البلد الغني بالنفط، أصبحت تعاني من انهيار اقتصادي واضح. وأوضحت “اندبندنت عربية” أن البيانات التي يصدرها المصرف المركزي تكشف عن عجز كبير في النقد الأجنبي بلغ 9 مليارات دولار في النصف الأول من عام 2024، وهو ما يعزز المخاوف من انهيار اقتصادي شامل.
حكومة الدبيبة تندد بتقرير اندبندنت عربية عن الاقتصاد الليبي
هذا التقرير لم يمر دون رد فعل من حكومة الدبيبة التي سارعت إلى التنديد بما جاء فيه، معتبرة أنه يهدف إلى تشويه سمعتها وكشف فسادها على الصعيد الدولي. في بيان رسمي، نفت الخارجية الليبية ما ورد في تقرير “اندبندنت عربية”، واصفة إياه بأنه منحاز ويعمل وفقًا لأجندات معينة. وأكدت الحكومة أن البيانات التي اعتمدت عليها الصحيفة غير دقيقة، رغم أن التقرير استند إلى أرقام مؤكدة ومثبتة.
الصحيفة تقارن بين تقارير المركزي والوضع القائم
لم يكن موقف حكومة الدبيبة مجرد نفي للتقرير، بل اتهمت الصحيفة وكاتب التقرير بالانحياز للطرف الآخر في الصراع الليبي، ومحاولة تبرير موقفها ببيانات لا تضيف شيئًا سوى تأكيد إدانتها. وأضافت الخارجية في بيانها أن الحكومة ملتزمة بتحسين الوضع الاقتصادي وأنها تعمل بجد على تنفيذ إصلاحات شاملة.
استطلاع ليبيا 24.. الشعب يرفض سياسات حكومة الدبيبة
وفي هذا السياق، أجرت وكالة “أخبار ليبيا 24” استطلاعًا للرأي حول التقرير، وجاءت النتائج لتعبر عن رأي الشارع الليبي. أظهرت النتائج أن معظم المشاركين في الاستطلاع ناقمون ورافضون لسياسات حكومة الدبيبة، محملين إياها المسؤولية عن تدهور الأوضاع الاقتصادية. أعرب الكثيرون عن استيائهم من السياسات التي أدت إلى ارتفاع الأسعار وتدني مستوى المعيشة، مؤكدين أن الحكومة فشلت في إدارة الأزمة الاقتصادية.
وفي حين أيد البعض ما جاء في تقرير “اندبندنت عربية”، رأى آخرون أنه غير مناسب التدخل في الشأن الداخلي الليبي من قبل وسائل الإعلام الأجنبية، مشيرين إلى أن المشكلة تكمن في الفساد والانقسام السياسي الداخلي الذي يجب معالجته بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
القرج: ليبيا تسير في اتجاه إيجابي نحو الاستقرار والنمو الاقتصادي
في سياق متصل، أكد الباحث محمد القرج أن ليبيا تسير في اتجاه إيجابي نحو الاستقرار والنمو الاقتصادي. خلال النصف الأول من عام 2024، أظهرت ليبيا مؤشرات إيجابية في عدة جوانب من اقتصادها، على الرغم من التحديات التي ما زالت تواجهها. استمر الاقتصاد الليبي في التعافي بفضل تحسن إنتاج النفط والاستقرار النسبي في القطاع الأمني.
وأشار القرج إلى أبرز المؤشرات الاقتصادية للنصف الأول من 2024، موضحًا أن “الناتج المحلي الإجمالي سجل نموًا بنسبة 7.8% في النصف الأول من 2024، ويُعزى هذا النمو إلى زيادة إنتاج النفط بعد التوقفات السابقة في عام 2022. كما حافظ معدل التضخم على استقراره عند حوالي 2.9%، مما يعكس استقرار الأسعار وتحسن سلاسل التوريد المحلية”.
وأضاف القرج أن احتياطيات النقد الأجنبي بلغت حوالي 82 مليار دولار في نهاية 2023، مما يعزز الثقة في قدرة البلاد على تلبية احتياجاتها من الواردات لفترة طويلة. وعلى الرغم من زيادة إيرادات النفط، ارتفع الإنفاق الحكومي نتيجة لزيادة رواتب القطاع العام والدعم الطاقوي. ومع ذلك، فإن هذه النفقات انعكست على مشاريع واضحة في قطاع الطاقة”.
وفيما يتعلق بسوق العمل والبطالة، أوضح القرج أن “معدل البطالة في ليبيا بلغ حوالي 20% في عام 2023، ومع ذلك، قامت الحكومة بزيادة كبيرة في خلق فرص عمل جديدة في القطاع العام، رغم أن نصف الشباب وربع النساء ما زالوا بدون عمل. نسبة العمالة في القطاع العام مرتفعة، ويجب السعي لتطوير القطاع الخاص لتحقيق توازن اقتصادي”.
الشكري يدعو خارجية الدبيبة لمقاضاة صحيفة اندبندنت عربية
من جانبه، دعا محافظ مصرف ليبيا المركزي المنتخب من قبل مجلس النواب، محمد الشكري، وزارة الخارجية إلى “تكليف سفارتها في لندن برفع قضية تشهير ضد صحيفة اندبندنت عربية بمقالها المغرض عن إفلاس محتمل للاقتصاد الليبي”. وأضاف الشكري أن “مثل هذه التقارير قد تتسبب في رفع تكاليف وهوامش معاملات ليبيا الدولية، مما يعرقل إمكانيات تدفق الاستثمار الأجنبي للبلاد. وأشار إلى أن الاقتصاد الليبي قد يحتاج إلى إعادة هيكلة وتحديث بأيادي خبيرة متخصصة لرسم السياسات واستخدام الموارد المتاحة.
