أثار قصف طائرات مسيّرة هدفين في الزاوية وصبراتة في ليبيا تساؤلات حول ما إذا كان رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة يعوّل على هذا السلاح لحسم صراعه المقبل مع ميليشيات غربية معارضة.
رغم صمت الحكومة حيال القصف الذي قوبل بإدانات حقوقية، أكد مصدر عسكري ليبي لصحيفة الشرق الأوسط أن القوات الحكومية استخدمت طائرة مسيرة لاستهداف أوكار مهربي البشر في الزاوية، مستهجناً استهداف منزل مدني بحسب مقطع مصوّر متداول.
لاحظ وزير الدفاع الأسبق اللواء محمد البرغثي وجود رسائل تخويف مبطنة في ضربات الزاوية وصبراتة، مشيراً إلى أن القوة الضاربة لهذه الطائرات تتمركز في قاعدة الوطية الخاضعة لسيطرة تركيا، ما يجعل استخدامها في معركة مرتقبة بطرابلس رهناً باتفاق بين الدبيبة وأنقرة.
يرى الباحث جلال حرشاوي أن حجة مكافحة الهجرة غير النظامية مكّنت الدبيبة من إعادة توظيف الطائرات المسيّرة ضد خصومه السياسيين، خصوصاً حليفه السابق محمد بحرون وقبيلة أولاد أبو حميرة في الزاوية، وتفسير هذه الضربات رسالة رمزية تفيد بأن المسيّرات ستكون السلاح الحاسم في أي مواجهة محتملة.
في الوقت ذاته، يروج الدبيبة لنفسه كرئيس وزراء قوي قادر على مساعدة إيطاليا في الحد من تدفقات المهاجرين، في حين تؤكد حكومة الوحدة أن عملياتها عبارة عن ضربات جوية دقيقة تستهدف تمركز مهربي البشر وتجار المخدرات.
تعزز احتمال توظيف المسيّرات في معركة طرابلس أن القوات الحكومية شنت في مايو 2023 ضربات جوية ضد مقار لمهربي البشر والمخدرات والنفط في الزاوية وغرب ليبيا، ما دفع رئيس المجلس الأعلى للدولة السابق خالد المشري إلى اتهام الدبيبة باستغلال هذا السلاح لتصفية حسابات سياسية بحجة مكافحة الجريمة.
يرجح مدير المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية شريف بوفردة أن المسيّرات ستكون جزءاً من معركة مرتقبة، مشيراً إلى أن الجيش النظامي يدمجها ضمن قواعد انتشار واشتباك منظمة لتوجيه ضربات فعالة، لكنه حذّر من أن طبيعة المواجهات في غرب ليبيا مختلفة بسبب انتشار الميليشيات والعصابات بين الأحياء.
يأتي الحديث الواسع عن دور المسيّرات في غرب ليبيا بالتزامن مع هدنة هشة في طرابلس بعد اشتباكات دامية في مايو الماضي، ولا تتوفر أرقام دقيقة حول مخزون حكومة طرابلس من هذا السلاح الذي ظهر أول مرة خلال معركة طرابلس 2019–2020 بدعم تركي عبر عشرين طائرة من طراز بيرقدار تي بي 2 لعبت دوراً محورياً في صد قوات الجيش الوطني.