منذ فترة ليست بالبعيدة، تعيش ليبيا حالة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي الذي أثر بشكل كبير على حياتها اليومية ومستقبلها. وفي هذا السياق، تبرز تصريحات وزير خارجية الكونغو، جان كلود غاكوسو، حول أهمية تحديد مسار يؤدي لإجراء الانتخابات كخطوة أساسية نحو استعادة الاستقرار في البلاد.
أنصار سيف الإسلام القذافي يطالبون بإطلاق سراح السجناء السياسيين قبل مؤتمر المصالحة الوطنية
غاكوسو أكد في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24″على أن المصالحة الوطنية يجب أن تكون الشرارة التي تشعل فتيل الانتخابات. وأشار إلى أن أنصار سيف الإسلام القذافي يطالبون بإطلاق سراح السجناء السياسيين من النظام السابق، وعلى رأسهم عبد الله السنوسي، رئيس جهاز الاستخبارات الأسبق، كشرط لحضور مؤتمر المصالحة الوطنية.
غاكوسو يشدد على ضرورة إطلاق سراح عبد الله السنوسي كخطوة إنسانية مهمة
من الجدير بالذكر أن عبد الله السنوسي، الذي يقبع حالياً في أحد سجون طرابلس، يعاني من مشاكل صحية عديدة، مما يجعله حالة إنسانية تحتاج إلى اهتمام خاص. هذه النقطة لم يغفلها غاكوسو، حيث أشار إلى أن رئيس الكونغو، دينيس ساسو نغيسو، طلب منه التريث قليلاً لرؤية كيفية إطلاق سراح السنوسي.
جهود الاتحاد الأفريقي تتقدم نحو المصالحة الشاملة في ليبيا
في سياق مساعيه لحل هذه الأزمة، توجه غاكوسو إلى تركيا حاملاً رسالة هامة، واستقبله نظيره التركي هاكان فيدان، الذي أبدى تفهماً كبيراً للمشكلة ووعد بالعمل على حلها. هذه الخطوة تعكس التزام الاتحاد الأفريقي بالبحث عن حلول فعالة للمشكلات التي تعصف بليبيا، وتؤكد على أهمية التعاون الدولي في تحقيق المصالحة الوطنية.
لا يمكن تجاهل الجهود الكبيرة التي يبذلها الاتحاد الأفريقي في سبيل تحقيق مصالحة وطنية شاملة في ليبيا. فقد تمكن الاتحاد من جمع الليبيين في برازافيل لأول مرة منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، حيث تصافحوا وبدأوا في مناقشات بناءة لتعزيز الحوار والتفاهم.
زيارات اللجنة الأفريقية لمدن الزنتان والزهراء وبنغازي كانت تهدف إلى تعزيز الحوار بين الليبيين وتشجيعهم على التسامح والتفاهم. وبهذا الصدد، أكد غاكوسو على أن ليبيا لا يمكنها الاستغناء عن المصالحة إذا ما أرادت استعادة الاستقرار وتحقيق التقدم.
الاتحاد الأفريقي يدعو الليبيين للتسامح والحوار لتحقيق المصالحة الوطنية
وفي ضوء هذه التطورات، يبقى السؤال الملح: هل سيتمكن الليبيون من تجاوز خلافاتهم وتوحيد صفوفهم من أجل مستقبل أفضل؟ الاتحاد الأفريقي، من خلال جهوده المستمرة، يقدم نموذجاً للسلام والتسامح يمكن أن يكون مثالاً يُحتذى به في مناطق أخرى من العالم. لكنه، بلا شك، يحتاج إلى دعم داخلي قوي من قبل جميع الأطراف الليبية لتحقيق الهدف المنشود.
في نهاية المطاف، المصالحة الوطنية هي المفتاح لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي في ليبيا. والاتحاد الأفريقي، بدعمه المستمر، يقدم الأمل في أن هذه المصالحة ليست مجرد حلم بعيد المنال، بل هي واقع يمكن تحقيقه إذا ما تضافرت الجهود وتم تجاوز العقبات الحالية. ومع اقتراب مؤتمر المصالحة الشامل المزمع عقده في أغسطس، تزداد الآمال في أن تكون هذه الخطوة بداية جديدة نحو مستقبل أفضل لليبيا.