ليبيا الان

التناقض الأمريكي بين تقرير الخبراء والسياسات الواقعية تجاه ليبيا

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

يبدو أن ليبيا، البلد الذي يعاني من الصراعات والانقسامات، لا يزال يواجه تحديات جمة في سبيل جذب الاستثمارات الأجنبية رغم الثروات الطبيعية الهائلة التي يمتلكها. ففي تقرير جديد أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية، تم تسليط الضوء على العقبات الرئيسية التي تعترض سبيل الاستثمارات الأجنبية في البلاد، والتي تشمل الانقسام الحكومي، تهديد المجموعات المسلحة، الفساد والبيروقراطية المتفشية.

المرعاش ينتقد تقرير الخارجية الأمريكية حول العقبات أمام الاستثمار في ليبيا

المحلل السياسي كامل المرعاش، علّق على هذا التقرير، واصفًا إياه بالتقرير الفني الذي يعده خبراء الخارجية الأمريكية، مستندين إلى مصادر معلنة وسرية. وطرح المرعاش في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24“ تساؤلًا مهمًا حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستترجم هذا التقرير إلى سياسات عملية تطبق على أرض الواقع في ليبيا أم لا. وأكد على ضرورة أن يقرأ السفير الأمريكي هذا التقرير بتمعن، وإلا فلن يكون له أي فائدة تُذكر.

وأشار المرعاش إلى أن الواقع في ليبيا يختلف تمامًا عما جاء في التقرير، مؤكدًا أن السفير الأمريكي، نورلاند، يدعم بشكل مستمر حكومة الدبيبة، ويتبنى الموقف الرسمي للولايات المتحدة بدعم الحكومة وعدم السعي لتشكيل حكومة جديدة. ورأى المرعاش أن هناك تناقضًا غريبًا بين تقارير الخبراء التي تعكس الواقع، وبين السياسات الأمريكية التي تتجاهل هذا الواقع وتصر على دعم حكومة الدبيبة، رغم الفساد وسيطرة الميليشيات على موارد الدولة في غرب البلاد.

خبراء الخارجية الأمريكية يرسمون صورة قاتمة للاستثمار في ليبيا بسبب الفساد والميليشيات

ولفت المرعاش إلى المبادرة التي قدمتها الجامعة العربية لحل الأزمة الليبية، والتي لم تلقَ الحماس اللازم من البعثة الأممية ولا من السفير الأمريكي. وأكد أن الولايات المتحدة إذا أرادت أن تحدث تغييرًا في ليبيا، فهي قادرة على ذلك، بشرط إزالة الأسباب الجذرية للأزمة، وعلى رأسها تشكيل حكومة وطنية واحدة لمنع الانقسام وسيطرة الميليشيات على مقدرات البلاد. وتساءل المرعاش ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم تشكيل حكومة جديدة، وأكد أن استمرار الوضع الحالي يعني المزيد من هدر الأموال ومنع الاستثمارات.

ضرورة مقارنة أداء الحكومتين في ليبيا لمعالجة الأزمات وتوجيه الاستثمار

وفي معرض حديثه عن مقارنة أداء الحكومتين في شرق وغرب ليبيا، أوضح المرعاش أن الحكومة الليبية التي يدعمها البرلمان حققت قفزات كبيرة في مجال الاستثمار والبناء، على عكس حكومة الدبيبة التي أهملت هذا المجال وأهدرت 380 مليار وأكثر دون تحقيق إنجازات تُذكر. وأكد أن الشركات الاستثمارية الكبرى لن تستثمر في بيئة غير مستقرة ومنقسمة، حيث تسيطر الميليشيات على موارد الدولة.

دور المصرف المركزي الليبي في عرقلة عودة المستثمرين الأجانب

وتحدث المرعاش أيضًا عن دور المصرف المركزي الليبي في عرقلة عودة المستثمرين الأجانب، مشيرًا إلى أن السياسات النقدية غير النزيهة التي يديرها شخص واحد، وهو محافظ المصرف المركزي، تعتبر عنصرًا مهمًا في جذب الاستثمار. وأكد أن من يتحكم في مصرف ليبيا المركزي يتحكم في سعر الصرف والسياسة النقدية، ويؤثر بشكل مباشر على ثقة المستثمرين.

ودعا المرعاش الأمريكيين إلى تطبيق تقريرهم بجدية، مشددًا على ضرورة تشكيل حكومة جديدة، لأن بقاء حكومة الدبيبة يعني استمرار هدر الأموال ومنع الاستثمارات. وأشار إلى أن الشركات العالمية الكبرى قد تحجم عن الاستثمار في ليبيا طالما استمر الوضع الحالي، وأن الثروات قد تبقى تحت الأرض دون أن يستفيد منها الشعب الليبي.

وفي الختام، يبقى السؤال: هل ستتحرك الولايات المتحدة لتطبيق سياسات عملية تجاه ليبيا، أم ستظل تدعم حكومة فقدت الثقة وشرعيتها، مما يؤدي إلى استمرار الأزمة الاقتصادية والسياسية في البلاد؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24