تُصدر مؤسسة “هينلي آند بارتنرز” تقريرها الربع سنوي حول تصنيف جوازات السفر العالمية، وهو تقرير ينتظره الكثيرون بفارغ الصبر لمعرفة مكانة جوازات سفر بلدانهم في الترتيب العالمي. هذا التقرير يُعتمد عليه بشكل كبير في تحليل قوة جوازات السفر من حيث عدد الدول التي يمكن لحامليها السفر إليها دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة.
تراجع جواز سفر ليبيا في التصنيف العالمي
في تصنيف عام 2024، جاءت ليبيا في المرتبة 98 عالمياً، وهو تصنيف يعكس التحديات المستمرة التي تواجهها البلاد على عدة أصعدة. جواز السفر الليبي يمكن حامليه من السفر إلى 39 وجهة فقط دون الحاجة إلى تأشيرة، وهو عدد متواضع مقارنة بالعديد من الدول الأخرى.
جواز السفر الليبي في أسفل ترتيب دول المغرب العربي
على مستوى العالم العربي، تراجعت ليبيا إلى المرتبة الأخيرة بين دول المغرب العربي. يتقدم عليها جواز السفر الجزائري الذي يحتل المرتبة 84 عالمياً، والجواز الموريتاني في المرتبة 83، والجواز التونسي في المرتبة 71، بينما يتصدر جواز السفر المغربي قائمة دول المغرب العربي في المرتبة 68 عالمياً. هذا الترتيب يضع ليبيا في موقف حرج ويبرز التحديات التي تواجهها في تحسين مكانتها العالمية.
الترتيب العربي: الإمارات تتصدر وليبيا في المؤخرة
عند النظر إلى الدول الأخرى في العالم العربي، نجد أن جواز السفر الإماراتي يحتل المرتبة التاسعة عالمياً، وهو أقوى جواز سفر عربي، يتيح لحامليه السفر إلى 186 وجهة دون تأشيرة. يليه جواز السفر القطري في المرتبة 46 عالمياً (107 وجهات)، والجواز الكويتي في المرتبة 49 (99 وجهة). بينما تأتي جوازات السفر السعودية، البحرينية، والعمانية في المراكز 56، 57، و58 على التوالي.
جواز السفر الليبي بين أسوأ 10 جوازات سفر في العالم
من جهة أخرى، فإن جواز السفر الليبي يقع بين أسوأ 10 جوازات سفر في العالم. هذا التصنيف يضعه بين جوازات السفر التي تتيح لحامليها أقل عدد من الوجهات دون تأشيرة. فقط الأراضي الفلسطينية (المرتبة 97)، والصومال (المرتبة 99)، واليمن (المرتبة 100)، والعراق (المرتبة 101)، وأفغانستان (المرتبة 102) تتواجد في تصنيف أقل من ليبيا.
يُعد جواز السفر الأفغاني الأضعف في العالم، حيث يتيح لحامليه السفر إلى 26 وجهة فقط دون تأشيرة. هذا الترتيب المتدني يعكس الحالة الحرجة التي تعاني منها البلاد على الصعيد الدولي. وفي المقابل، يتصدر جواز السفر السنغافوري القائمة كأقوى جواز سفر في العالم لعام 2024، حيث يمكن لحامليه السفر إلى 195 وجهة دون تأشيرة.
التحديات التي تواجهها ليبيا في تحسين ترتيب جواز سفرها عالمياً متعددة ومعقدة. تأتي في مقدمتها الوضع الأمني والسياسي غير المستقر، والذي يؤثر بشكل كبير على مكانة البلاد في الساحة الدولية. الاستثمارات الدولية والتعاون مع الدول الأخرى في مجال السفر والهجرة يحتاجان إلى بيئة مستقرة وآمنة، وهو ما تفتقر إليه ليبيا حالياً.
أسوأ 10 جوازات:
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومة الليبية العمل على تحسين البنية التحتية لجوازات السفر والخدمات القنصلية. يجب تحديث النظام الحالي وتبني أحدث التقنيات لضمان أمان وجودة جوازات السفر الليبية. التعاون مع المنظمات الدولية وتحقيق المعايير العالمية في إصدار الجوازات يمكن أن يسهم في تحسين التصنيف العالمي لجواز السفر الليبي.
من جانب آخر، يعد تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الدول الأخرى أمراً بالغ الأهمية. الدبلوماسية الفعالة يمكن أن تفتح الأبواب أمام المزيد من الاتفاقيات الثنائية التي تتيح لحاملي جواز السفر الليبي السفر بدون تأشيرة إلى عدد أكبر من الدول. يجب على ليبيا استغلال مواردها الطبيعية والاقتصادية لبناء علاقات قوية مع الدول الأخرى، مما يمكن أن يساهم في تحسين تصنيف جواز سفرها.
في الختام، يمكن القول إن جواز السفر الليبي يعكس الوضع العام للبلاد في الساحة الدولية. التصنيف المتدني هو نتيجة طبيعية للتحديات الكبيرة التي تواجهها ليبيا. لكن، مع الجهود المستمرة والعمل الجاد، يمكن لليبيا تحسين مكانتها العالمية وتقديم جواز سفر أقوى لمواطنيها.
على مدى السنوات القادمة، سيكون من المثير للاهتمام متابعة التطورات التي ستشهدها ليبيا في هذا المجال. التقدم في التصنيف يتطلب جهوداً جماعية من الحكومة والمواطنين على حد سواء. من خلال تحسين الوضع الداخلي وتعزيز العلاقات الخارجية، يمكن لليبيا أن تحقق تقدماً ملحوظاً في تصنيف جوازات السفر العالمية، مما يتيح لمواطنيها المزيد من حرية التنقل وفرص جديدة على الساحة الدولية.
