ليبيا الان

أوحيدة: مجلس الدولة يعرقل أي تحركات تفضي إلى الانتخابات

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في ظل الأزمة الليبية المتفاقمة والتعطيل المستمر للعملية السياسية، يبرز تصريح جبريل أوحيدة، عضو مجلس النواب، كاشفاً عن التحديات التي تواجه البلاد في تحقيق انتخابات نزيهة ومستقرة. أكد أوحيدة أن مجلس الدولة يمثل عقبة رئيسية أمام أي تحركات تفضي إلى إجراء الانتخابات، مشدداً على أن ردة فعل المجلس السلبيّة بعد كل توافق أو تقارب مع النواب تدل على عدم وجود أمل في تحقيق شيء يقربنا من الانتخابات المنشودة.

أوحيدة،في تصريحات تلفزيونية تابعتها “أخبار ليبيا 24” أشار إلى أهمية انتظار انتخابات مجلس الدولة القادمة. وإذا ما استمرت نفس الرئاسة، فإنه يرى ضرورة أن يعيد النواب النظر في كل ما تم التوافق عليه مع مجلس الدولة. وأوضح أن الاستمرار في النهج الحالي أصبح عبثياً، مطالباً مجلس النواب بالنظر في رؤية جديدة قد تكون هي المنقذة للبلاد من أزمتها الحالية.

يستطرد أوحيدة موضحاً أن الأمل الضئيل معقود على قدوم رئاسة جديدة تدعم التوافق وتسعى لتحقيق وتنفيذ قوانين الانتخابات وقبول نتائجها. لكنه أبدى تشاؤمه من هذا الاحتمال، مشيراً إلى أن الدعم المطلوب من الدول المتغلغلة في الأزمة الليبية بعيد عن التحقق.

“مجلس النواب فعل ما عليه وتنازل كثيراً في سبيل تحقيق الاستقرار، ولكن في كل محطة نجد أن العرقلة تأتي من مجلس الدولة ومن خلفه من أطراف داخلية وخارجية”، يقول أوحيدة بنبرة تحمل في طياتها الإحباط من الوضع الراهن. هذه الأطراف التي تعمل في الظل وتعرقل أي تقدم نحو الانتخابات تعكس مدى التعقيد الذي يعيشه المشهد السياسي الليبي.

تاريخياً، عرفت ليبيا فترات من الأزمات السياسية والانقسامات الداخلية التي لم تسمح بتحقيق استقرار طويل الأمد. لكن التحديات الحالية تبدو أكثر تعقيداً بسبب التدخلات الخارجية المتعددة والمصالح المتعارضة التي تعمق الفجوة بين الفرقاء السياسيين. التصريحات المتتالية من أعضاء مجلس النواب، ومنهم أوحيدة، تعكس حالة اليأس من إمكانية التوصل إلى حل داخلي بدون تغيير جذري في الرؤية والسياسات المتبعة.

الحاجة الملحة لإنقاذ البلاد من أزمتها لا تقتصر فقط على إجراء الانتخابات، بل تتعدى ذلك إلى إعادة بناء الثقة بين الأطراف المختلفة وإيجاد توافق داخلي حقيقي بعيداً عن الإملاءات الخارجية. يرى أوحيدة أن مجلس النواب قدم الكثير من التنازلات وسعى بشتى الطرق إلى تقريب وجهات النظر، لكن العرقلة المستمرة من مجلس الدولة تجعل من هذا الجهد دون جدوى.

المشهد الليبي الراهن يتطلب تحركاً جريئاً ورؤية جديدة للخروج من الأزمة. وقد يكون ذلك عبر إعادة النظر في كافة التوافقات السابقة مع مجلس الدولة والبحث عن مسارات بديلة قد تفتح آفاقاً جديدة لتحقيق الاستقرار.

وفي هذا السياق، يبرز دور المجتمع الدولي والدول المؤثرة في المشهد الليبي. فالدعم المطلوب ليس فقط لتحقيق الانتخابات، بل لضمان قبول نتائجها وتنفيذها بشكل سلمي ومستدام. ولكن هذا الدعم لن يتحقق إلا إذا توافقت الإرادة الدولية مع رغبة الليبيين في إنهاء أزمتهم.

ختاماً، يبدو أن الطريق إلى الانتخابات في ليبيا مليء بالتحديات والعقبات. ولكن الأمل ما زال موجوداً في إمكانية إيجاد حلول جديدة ومبتكرة تخرج البلاد من أزمتها. التصريحات القوية والصريحة من شخصيات مثل جبريل أوحيدة تعكس الوعي بحجم التحديات وتؤكد على ضرورة التحرك السريع لتجنب المزيد من التدهور. فقط بتكاتف الجهود الداخلية والدعم الدولي الفعّال يمكن لليبيا أن تجد طريقها نحو الاستقرار والتنمية المستدامة.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24