في تطور جديد يعكس تعمق الأزمة السياسية في ليبيا، أبدى أحمد بوبريق، عضو مجلس الدولة، قلقه من تداعيات الخلافات الداخلية التي تعصف بمجلس الدولة، محذراً من أن استمرار هذه الخلافات دون معالجة سريعة قد يدفع مجلس النواب نحو اتخاذ خطوات أحادية الجانب، ما يهدد بمزيد من الانقسام والتأزم في المشهد السياسي الليبي.
مخاوف من انفراد مجلس النواب بتشكيل الحكومة
أشار بوبريق في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24“، إلى أن مجلس النواب قد بدأ بالفعل باتخاذ خطوات نحو تشكيل حكومة جديدة، وذلك عبر فتح باب الترشح لرئاستها، وهو ما أثار حفيظة بعض الكتل السياسية داخل مجلس الدولة التي تتقارب رؤاها مع تلك التي تتبناها قيادات البرلمان. وأوضح بوبريق أن هذا التحرك من قبل البرلمان قد جرى دون التنسيق مع تلك الكتل، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي الليبي المتأزم أصلاً.
وأضاف بوبريق: “إذا مضى البرلمان في تشكيل الحكومة دون تنسيق مع مجلس الدولة، فإن ذلك قد يفتح الباب أمام طعون قانونية من عدة أطراف داخل الساحة الليبية، وربما يؤدي إلى رفض الاعتراف الدولي بتلك الحكومة، على غرار ما يحدث مع حكومة أسامة حماد”. وأكد أن مثل هذه الخطوة قد تعمق الانقسامات وتزيد من حالة الجمود التي تعاني منها البلاد.
خلافات مجلس الدولة تهدد مسار الانتخابات في ليبيا
وفي معرض حديثه عن الوضع الداخلي لمجلس الدولة، أقر بوبريق بأن الخلافات التي تعصف بالمجلس بعد نتائج انتخاب رئيسه الجديد قد أثرت بشكل كبير على صورته أمام الرأي العام الليبي، خاصة في المنطقة الغربية من البلاد. ورأى أن “الأوضاع متأزمة، وكان هناك ترقب كبير لحسم معركة رئاسة مجلس الدولة من أجل استيضاح الطريق والرؤى حول خطط استكمال مسار الانتخابات بالتنسيق مع مجلس النواب”.
وأشار بوبريق إلى أن الفشل في معالجة هذه الخلافات قد يؤدي إلى فقدان أحد الأطراف الرئيسية في المعادلة السياسية الليبية، وهو مجلس الدولة، مما سيؤدي بدوره إلى تعقيد عملية إقرار التشريعات المنظمة للانتخابات وتشكيل حكومة تتولى تنظيمها.
الأزمة السياسية تشتد: مجلس الدولة تحت المجهر
الأزمة السياسية في ليبيا تتعمق يوماً بعد يوم، والمشهد السياسي بات أكثر تعقيداً مع تصاعد حدة الخلافات داخل مجلس الدولة. يرى المراقبون أن هذه الخلافات قد تؤدي إلى تشظي المجلس، مما سيؤثر بشكل كبير على العملية السياسية برمتها. ويشير هؤلاء إلى أن استمرار حالة الجمود والتأزم قد يعطل جهود إقرار القوانين والتشريعات اللازمة لإجراء الانتخابات التي طال انتظارها، ويهدد بفقدان الثقة في المؤسسات السياسية القائمة.
بوبريق: انقسام مجلس الدولة يضر بصورته أمام الرأي العام
ختاماً، أكد بوبريق أن الخلافات الحالية في مجلس الدولة قد أضرت بشكل كبير بصورته أمام الشعب الليبي، خاصة في المنطقة الغربية التي كانت تعتبر المجلس منبراً للدفاع عن حقوقهم ومصالحهم. وأعرب عن أمله في أن يتمكن المجلس من تجاوز هذه الأزمة والعودة إلى ممارسة دوره الطبيعي في دعم العملية السياسية والتوافق الوطني.
