اجتاحت السيول عدداً من مناطق جنوب غرب ليبيا بعد أمطار غزيرة هطلت عليها. وقد وجّهت حكومتَا البلاد في طرابلس وبنغازي بتشكيل فرق طوارئ وإرسال إمدادات إلى المناطق المتضررة. وشملت المناطق التي اجتاحتها السيول في جنوب غرب البلاد، منذ مساء أمس الخميس، غات وتهالة والقطرون، وقد حاصرت المياه مواطنين في منازلهم قبل أن تتمكّن فرق الطوارئ من إجلائهم، وسط انقطاع تام للاتصالات وانجراف أجزاء كبيرة من الطرقات التي تصل تلك المناطق بعضها ببعض.
وقال المتحدث باسم غرفة الطوارئ في المنطقة الجنوبية حسن عثمان لـ”العربي الجديد” إنّ “كميات كبيرة من الأمطار هطلت على المناطق الثلاث، فيما غمرت السيول المتدفّقة من محيطها أجزاء واسعة منها”.
وأضاف أنّ “تهالا تُعَدّ أكثر المناطق تضرّراً بالسيول، إذ اجتاحتها السيول بالكامل ونزح كلّ سكانها إلى خارجها”، مطالباً السلطات بالإسراع في مدّ نازحي المدينة بالخيام.
ووصف عثمان تهالا بأنّها “منكوبة”، وناشد مؤسسات المجتمع المدني والجهات الإغاثية التوجّه سريعاً إلى المنطقة للمساعدة في تقديم العون إلى أهالي المدينة الذين باتوا ليلتهم في العراء”.
وبينما تناقلت وسائل إعلامية تصريحات نسبتها إلى مسؤولين في جهاز الطوارئ والإسعاف تفيد بوفاة ثلاثة أطفال من جرّاء السيول، نفى عثمان الخبر، مبيّناً أنّ “لم تُسجّل أضرار بشرية في المناطق التي اجتاحتها السيول حتى الآن”. وأشار عثمان إلى “تسجيل إصابات بلدغات عقارب في القطرون، من دون خسائر في الأرواح”.
وحذّر عثمان من تفاقم الأوضاع في جنوب غرب البلاد، مع توقّع استمرار هطول الأمطار الغريزة وجريان الأدوية.
وشرح أنّ “شبكات الطرقات انهارت وخطوط الاتصال تعطّلت كلياً، الأمر الذي قد يؤثر في القدرة على الوصول إلى مناطق عدّة، ولا سيّما غات”، مبيّناً أنّ “الدعم الخاص بالإسعاف والإمداد الإنساني والصحي ما زال ضعيفاً”. وتابع أنّ كلّ جهود الإنقاذ والإغاثة التي تبذلها غرفة الطوارئ في الجنوب “ما زالت ذاتية، ونتوقّع وصول إمدادات قريباً”.
وكانت تقديرات المركز الوطني للأرصاد الجوية الحكومي قد أشارت إلى هطول كميات كبيرة من الأمطار وجريان الأودية في مناطق الجنوب الغربي، كذلك لفت اليوم في تقديراته إلى إمكانية استمرار تعرّض المنطقة إلى مزيد من الأمطار.