ليبيا الان

الأمطار والسيول في الجنوب.. مشهد متجدد من التحديات والصمود

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

استمرار الأمطار في أوباري وسط استعدادات لمواجهة أي طارئ

لا تزال الأمطار تواصل هطولها على بلدية أوباري الواقعة في الجنوب، ولكن حتى هذه اللحظة، لم تشهد المنطقة تلك الأمطار الغزيرة التي عادةً ما تصاحب تحذيرات الأرصاد الجوية في هذا الموسم. عميد بلدية أوباري، أحمد ماتكو، أكد في تصريح خاص لـ “أخبار ليبيا 24” أن الأوضاع في المنطقة تحت السيطرة، وأن الأمطار لا تزال خفيفة، حيث لم تسجل أي أضرار حتى الآن. ورغم بساطة السيول المتدفقة، فقد عادت الكهرباء للمدينة والطريق الرابط بين أوباري وغات مفتوح، وإن كانت هناك صعوبة في التنقل بسبب تجمعات المياه.

تحذيرات على الطريق: تأهب لمواجهة تداعيات السيول

ومع ذلك، يبقى الحذر هو سيد الموقف، فقد أصدر ماتكو تحذيرات لجميع المواطنين الذين يسلكون الطريق العام بين أوباري وسبها، لا سيما عند المرور عبر المناطق التي تعرضت للسيول مثل بريك، تكركيبة، الفجيج، وبوابة سوق الخميس. حيث أن السيول قطعت بعض الطرق وجعلت التنقل صعباً وخطيراً في بعض الأجزاء.

سيول غات: بين الأمل والخطر

في غات، المشهد يبدو أكثر تحدياً. غرفة الطوارئ في غات، والتي يرأسها حسن عثمان عيسى، تواجه أمطاراً غزيرة منذ عشية الجمعة. هذه الأمطار تسببت في تجمع المياه داخل الأحياء السكنية، مما يرفع منسوب الخطر على سكان المنطقة. السيول المتدفقة من جبال تاسيلي، والتي وصلت إلى مدينة غات، تُعتبر متوسطة القوة حتى الآن، لكنها تحمل معها تهديداً محتملاً قد يتفاقم إذا ما استمر تدفقها.

الاستعدادات الحكومية: جهود مشتركة للإنقاذ والإغاثة

على صعيد آخر، فإن الاستعدادات الحكومية تجري على قدم وساق. القوات المسلحة ومديرية أمن غات، بالتعاون مع الهلال الأحمر وجهاز السلامة المدنية، تعمل بشكل مستمر لتسيير دوريات في المناطق المتضررة وعلى مجرى الأودية، وذلك تحسباً لأي طارئ قد ينجم عن استمرار السيول. رغم الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلديات الأربعة (العوينات، غات، تهالة، البركت)، لم تسجل أي ضحايا حتى الآن، مما يعكس مدى الجاهزية والاستعداد لتفادي الأسوأ.

قطع التيار الكهربائي: عائق جديد يضاف إلى التحديات

من جانب آخر، تسبب هطول الأمطار بغزارة في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء من مدينة غات، مما زاد من تعقيد الوضع على الأرض. إلا أن الجهات المعنية سارعت في التحرك لإصلاح الأضرار وإعادة التيار الكهربائي في أقرب وقت ممكن. في ظل هذه الظروف، تعمل الجهات المختصة على استعادة خدمات الاتصالات التي تعطلت بسبب الأمطار، حيث تم إرسال فرق ميدانية لتقييم الأضرار والعمل على إصلاحها بشكل فوري.

دعم مركزي ومساعدات عاجلة: جهود الحكومة للتخفيف من معاناة المواطنين

لم تقف الحكومة الليبية مكتوفة الأيدي أمام هذه الكارثة الطبيعية. فقد أرسلت لجنة من ديوان مجلس الوزراء إلى مناطق تهالة وغات لتقييم الوضع بشكل مباشر والإشراف على تنظيم وتنسيق جهود الاستجابة العاجلة. اللجنة، التي ضمت ممثلين عن مختلف القطاعات الحكومية المعنية، وضعت خطة عمل شاملة للتعامل مع تداعيات الفيضانات والسيول، مع التركيز على توفير الإغاثة الفورية للسكان المتضررين.

من جانبها، باشرت وزارة الشؤون الاجتماعية، بحكومة الدبيبة منتهية الولاية بتوجيه من الوزيرة وفاء أبو بكر الكيلاني، تجهيز قافلة مساعدات تشمل احتياجات ضرورية مثل الأغطية والخيام ومواد التنظيف ومستلزمات الأطفال وذوي الإعاقة. هذه القافلة من المقرر أن تتوجه فوراً إلى المناطق المتضررة لتوزيع المساعدات على الأسر المتضررة بالتنسيق مع فروع الوزارة في الجنوب.

 

الطريق إلى المستقبل: إعادة الإعمار والتعافي

بينما تسعى فرق الطوارئ إلى تأمين الطرق وإنقاذ العائلات العالقة، يظل التحدي الأكبر هو ما بعد الفيضانات. إعادة تأهيل المناطق المتضررة، واستعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والاتصالات، وتقديم الدعم النفسي والمادي للسكان المتضررين، هي أمور تتطلب جهوداً مكثفة وتنسيقاً مستمراً بين مختلف الجهات المعنية. الحكومة الليبية، مدعومةً بجهود المجتمع الدولي، عليها أن تواصل العمل من أجل تحقيق التعافي الكامل لهذه المناطق وضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل.

اختبار للصمود

الأمطار والسيول في الجنوب ليست مجرد ظاهرة طبيعية، بل هي اختبار لقدرة البلاد على مواجهة الأزمات والتعامل معها بفعالية. وعلى الرغم من التحديات، يبقى الأمل قائماً بفضل الجهود المستمرة والروح التعاونية التي تظهرها مختلف الأطراف. هذا الاختبار، إن تم تجاوزه بنجاح، سيكون دليلاً آخر على صمود ليبيا وقدرتها على التغلب على الصعاب، مهما كانت قسوتها.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24