الجلسة المغلقة الأولى: لحظة حاسمة في تاريخ ليبيا
سرت، المدينة التي شهدت تحولات دراماتيكية في تاريخ ليبيا الحديث، تستضيف اليوم اجتماعاً هاماً ومصيرياً للجنة العسكرية المشتركة “5+5”. وقد وصل أعضاء اللجنة إلى مقر انعقادها الدائم في سرت، وسط حضور وفد من الأمم المتحدة، ليبدأوا جولة جديدة من المباحثات التي تحمل آمال الليبيين في مستقبل أفضل. هذه الجلسة المغلقة، التي تنعقد في وقت حرج، تأتي ضمن جهود مستمرة لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة الليبية التي طال أمدها.
الملفات الساخنة على طاولة النقاش
في هذه الجلسة، تتجه الأنظار إلى عدة ملفات حساسة وحيوية، يأتي في مقدمتها توحيد المؤسسة العسكرية الليبية. هذا الهدف، الذي طالما كان حجر عثرة أمام استقرار ليبيا، يتطلب تنسيقاً وجهوداً مكثفة من جميع الأطراف. وتدرك اللجنة أن توحيد الجيش الليبي ليس مجرد مهمة تنظيمية، بل هو خطوة أساسية نحو بناء دولة قوية ومستقرة تضمن الأمن والرخاء لمواطنيها.
وفي الوقت ذاته، يتصدر ملف إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية قائمة الأولويات. هذه القضية، التي تعتبرها الأطراف الدولية والمحلية على حد سواء محوراً أساسياً لتحقيق السلام، تتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً فعالاً. إذ لا يمكن الحديث عن استقرار حقيقي في ليبيا دون معالجة هذا الملف الذي يهدد سيادة البلاد وأمنها.
الأمم المتحدة: دعم متواصل لتحقيق السلام
تلعب الأمم المتحدة دوراً محورياً في هذا السياق، حيث تسعى إلى تسهيل الحوار بين الأطراف الليبية وتعزيز التوافق الدولي لدعم الحلول السلمية. ويأتي حضور وفدها في هذا الاجتماع تأكيداً على التزام المنظمة الدولية بدعم مسار السلام في ليبيا. فالأمم المتحدة ترى أن الاستقرار في ليبيا لن يتحقق إلا من خلال بناء مؤسسات قوية وموحدة، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية.
توقعات وتحديات: هل تتحقق آمال الليبيين؟
مع استمرار الجلسة المغلقة حتى يوم الغد، تظل الآمال معلقة على ما ستسفر عنه من نتائج وتوصيات. فهل ستنجح اللجنة العسكرية “5+5” في التوصل إلى اتفاقات فعلية تنهي سنوات من الانقسام والصراع؟ وهل ستتمكن من وضع خارطة طريق واضحة لتوحيد الجيش وإخراج المرتزقة؟ تبقى هذه الأسئلة مفتوحة، والإجابات عليها ستحدد مستقبل ليبيا وشعبها.
في الختام، لا يمكن إلا أن نأمل أن تكون هذه الاجتماعات خطوة جديدة نحو تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا. فالوضع الحالي لا يحتمل المزيد من التأخير، والليبيون يتطلعون بفارغ الصبر إلى لحظة ينتهي فيها الصراع وتبدأ فيها مرحلة البناء والتنمية.