ليبيا الان

الاتحاد الأوروبي يدعو إلى خفض التوترات ورفع القوة القاهرة عن الحقول النفطية

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

وسط أجواء مشحونة بالتوتر والقلق في ليبيا، تأتي دعوة بعثة الاتحاد الأوروبي للقادة الليبيين لخفض التوترات كصيحة تحذير في وجه الأزمة السياسية والاقتصادية المتفاقمة في البلاد. ليبيا التي باتت ترزح تحت وطأة الصراعات والانقسامات السياسية، تشهد مرحلة حرجة تحتاج فيها إلى حلول عاجلة تمنعها من الانزلاق إلى مزيد من الفوضى.

النفط… مصدر الحياة والنزاعات

فيما تبدو الحقول النفطية الليبية، الموزعة في أنحاء البلاد، وكأنها شرايين الحياة للاقتصاد الليبي، تظل أيضاً محوراً للنزاعات والصراعات بين القوى المتصارعة. في هذا السياق، دعت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى رفع حالة “القوة القاهرة” المفروضة على هذه الحقول، وهو تعبير يشير إلى الإجراءات القسرية التي تعطل الإنتاج والتصدير، وذلك في محاولة لإعادة الحياة إلى هذه الشرايين الاقتصادية الحيوية.

الصديق الكبير… الرحيل تحت تهديد السلاح

في ظل هذه التوترات، كان للصديق الكبير، محافظ مصرف ليبيا المركزي المعزول، نصيب من هذه الأزمة، حيث اضطر لمغادرة البلاد خوفاً على حياته. هذا القرار جاء بعد أن تعرض هو وكبار موظفي المصرف للتهديدات المتكررة من قبل جماعات مسلحة، أدت إلى اختطاف بعض العاملين في المصرف كنوع من الضغط لإجبارهم على تنفيذ مطالب محددة. الصديق الكبير، الذي ظل لفترة طويلة رمزاً للاستقرار المالي، وجد نفسه في موقف لا يُحسد عليه، حيث اختار الخروج من ليبيا تجنباً لمصير قد يكون أسوأ.

أوروبا… دعوات لحل سياسي ومخاوف من التدهور

من جانبها، عبّرت بعثة الاتحاد الأوروبي عن قلقها البالغ من تدهور الأوضاع في ليبيا، خاصة مع تزايد الانقسامات السياسية والصراعات المسلحة. وشددت على ضرورة البحث عن حل سياسي، ودعت إلى تشكيل حكومة موحدة تُنهي هذا الانقسام المدمر. البعثة أكدت كذلك على أهمية وضع المصالح الوطنية الليبية في المقام الأول، والابتعاد عن استخدام القوة أو التهديد بها.

الدبلوماسية الأوروبية والأمريكية… جهود لحل الأزمة

تتزامن هذه الدعوات الأوروبية مع تحركات دبلوماسية مكثفة من قبل الولايات المتحدة التي أرسلت قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، الفريق أول مايكل لانجلي، إلى ليبيا. الزيارة جاءت للتأكيد على أهمية وحدة ليبيا ودعوة القادة السياسيين والعسكريين إلى التفاوض والتعاون من أجل استقرار البلاد. الولايات المتحدة، التي كثفت من وجودها العسكري والدبلوماسي في ليبيا، تسعى لتعزيز الروابط مع القادة الليبيين وتشجيعهم على تبني سياسات من شأنها تعزيز الأمن والاستقرار.

الانقسامات الداخلية… صراع على السلطة

في هذه الأثناء، يستمر الصراع على السلطة داخل ليبيا، حيث انقسمت المؤسسات المالية والسياسية، مما أدى إلى حالة من الجمود والعجز عن اتخاذ قرارات حاسمة بشأن إدارة الموارد الوطنية. المجلس الرئاسي في طرابلس قام بتغيير مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي وتعيين محافظ جديد، لكن مجلس النواب  رفض هذا التغيير وأصر على عودة الصديق الكبير، مما أدى إلى إغلاق الحقول النفطية كورقة ضغط.

الأحزاب السياسية… دعوات لتحرك شعبي سلمي

وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، دعت الأحزاب السياسية الليبية إلى تنظيم حراك شعبي سلمي للضغط على الجهات السياسية لتبني موقف إيجابي وإنهاء الأزمة. 39 حزباً سياسياً أصدرت بياناً تحث فيه جميع الليبيين على التحرك للتعبير عن رفضهم للوضع القائم، وأكدت على أن غياب الضغط الشعبي أدى إلى تفاقم الأزمة، ودعت إلى ضرورة التدخل لحل الأزمة سلمياً قبل أن تتدهور الأمور أكثر.

أزمة مستمرة وتطلعات إلى السلام

مع كل هذه التعقيدات، تبقى ليبيا ساحةً لصراعات متعددة الأوجه، تتداخل فيها المصالح الداخلية مع التدخلات الخارجية، ويظل الشعب الليبي هو الضحية الأكبر. الدعوات الأوروبية والأمريكية إلى خفض التوترات والبحث عن حلول سلمية قد تكون هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ ليبيا من دوامة العنف والفوضى التي لا تبدو لها نهاية قريبة. الوقت يمر، والساعة تدق، فهل يستجيب القادة الليبيون لهذه النداءات قبل فوات الأوان؟

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24