ليبيا الان

ليبيا تنهي سنوات الصراع في مرزق باتفاق تاريخي

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في ظل أجواء يسودها التفاؤل الحذر والأمل، أعلن معالي وزير الدفاع ب الحكومة الليبية، أحميد حومة، عن توقيع اتفاق المصالحة الشاملة بين قبائل التبو وأهالي مرزق، خطوة وصفت بالتاريخية والضرورية لتحقيق التعايش السلمي في المنطقة. هذا الإعلان جاء بعد جهد طويل قادته لجنة مكلفة من رئيس مجلس وزراء الحكومة الليبية الدكتور أسامة حماد، والذي كلف الوزير حومة برئاستها بموجب قراره رقم 67 لسنة 2024.

منذ تشكيلها، عملت اللجنة على التواصل مع جميع الأطراف المعنية، حيث لم يكن الوصول إلى الاتفاق بالأمر اليسير. لم تكن الأزمات التي عصفت بجنوب ليبيا مقتصرة على نزاع مسلح استمر لسنوات، بل كان هناك انقسامات عميقة خلفتها تلك الأحداث، الأمر الذي جعل من التفاوض والتوصل إلى تفاهمات مشتركة مهمة شاقة ومعقدة.

ومع ذلك، استطاعت اللجنة برئاسة حومة التغلب على تلك التحديات عبر آليات عمل دقيقة ومنهجية، حيث انتقلت إلى الجنوب الليبي لتباشر مهامها على أرض الواقع. توجت هذه الجهود بإعداد دراسة شاملة تتناول كل الجوانب المالية والاجتماعية المتعلقة بحصر الأضرار وتقديرات جبر الضرر المادي والمعنوي لضحايا النزاع، كما أعدت تقريرًا مفصلًا قدم لرئيس مجلس الوزراء الدكتور حماد، مما وضع الأساس لاتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة.

كان يوم توقيع الاتفاق في مدينة سبها لحظة تاريخية بمعنى الكلمة، حضرها كبار المسؤولين في الدولة، وعلى رأسهم القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، وبالإضافة إلى مدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا المهندس بلقاسم خليفة.

اللحظة التي شهدت توقيع الاتفاق كانت تتويجًا لجهود مضنية ومرحلة جديدة نحو المستقبل، حيث تضمن الاتفاق ميثاق شرف يعكس الإرادة الصادقة للطرفين في إنهاء الصراع وإحلال السلام. ما أضفى على هذه اللحظة طابعًا خاصًا هو أن الطرفين قدما تنازلات جسيمة من أجل تحقيق المصلحة العليا للبلاد، مؤكّدين إصرارهم على إنهاء معاناة النازحين وإعادتهم إلى بيوتهم في مرزق.

تعتبر المصالحة التي شهدتها مدينة سبها بداية جديدة للجنوب. إلا أن التحديات التي تواجهها المنطقة لا تزال كبيرة، فالنزاع الذي استمر لسنوات خلف وراءه دمارًا واسعًا وأثارًا نفسية عميقة. ولكن روح التفاؤل التي سادت توقيع الاتفاق تعطي أملًا في إمكانية التغلب على هذه التحديات.

أوضح وزير الدفاع أحميد حومة أن عجلة الإعمار التي بدأت تدور في الجنوب الليبي تستند بشكل رئيسي على هذا الإنجاز، مشيرًا إلى أن الحكومة ستواصل دعمها الكامل لجهود المصالحة وضمان عودة النازحين. وأضاف أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الدعم الكبير من القيادة الليبية، ممثلة في القائد العام للقوات المسلحة المشير حفتر، والذي لعب دورًا محوريًا في رعاية جهود المصالحة.

لا شك أن ما تحقق في مرزق يمكن أن يكون نموذجًا يحتذى به في باقي المناطق الليبية التي تعاني من الصراع. فالمصالحة التي تم توقيعها تؤكد أن التفاهم والاعتراف بالأخطاء والتضحية من أجل المصلحة الوطنية يمكن أن يكون السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم.

في النهاية، تعد المصالحة في الجنوب الليبي خطوة محورية نحو تحقيق الوحدة الوطنية والاستقرار في البلاد. إنها تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من البناء والتعمير، وتأمل الحكومة الليبية أن تكون هذه المصالحة حجر الزاوية في جهودها لإعادة بناء ليبيا على أسس من التعايش السلمي والعدالة الاجتماعية.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24