ليبيا الان

صرخة استغاثة.. أطفال السكري في خطر.. والآباء يناشدون لإنقاذ حياتهم

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

مطالب عاجلة من أولياء أطفال السكري لإنقاذ حياة أبنائهم

يعيش أولياء أطفال مرضى السكري في حالة من التوتر والقلق المستمرين، حيث يعاني هؤلاء الأطفال من تحديات صحية ونفسية جسيمة تفرض عليهم العيش وفق نمط حياة دقيق ومحكم. ولكن ما يزيد الطين بلة هو النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية التي تُعتبر شريان الحياة بالنسبة لهم. ما جعل الأهالي يطلقون صرخة استغاثة للقيادة العامة والحكومة الليبية، مطالبين بالتدخل العاجل لتوفير متطلبات أساسية باتت تمثل الحد الأدنى من حقوق أطفالهم المرضى.

“نحن نعيش مع أطفالنا في حالة من الخوف المستمر”، هكذا يقول أحد أولياء الأمور، ويضيف: “الأنسولين بالنسبة لهم هو كالأكسجين، هو حياتهم. لكن في الآونة الأخيرة، أصبح الحصول عليه بمثابة معركة يومية. الكميات المتوفرة قليلة جداً ولا تكفي، مما يهدد حياتهم بشكل مباشر”.
يشير الأهالي إلى أنهم يواجهون معاناة يومية في توفير الأدوية الضرورية مثل الأنسولين وأشرطة قياس السكر، التي لا يمكن الاستغناء عنها. “كيف يمكننا الحفاظ على حياة أطفالنا إذا كان أبسط حق لهم – حق الحصول على العلاج – مفقوداً؟”، يتساءل أحد الآباء بحزن.

يعتبر جهاز “فري ستايل” Freestyle الذي يقيس مستوى السكر في الدم دون الحاجة إلى وخز الإصبع إحدى الوسائل التكنولوجية التي تساعد على تخفيف المعاناة اليومية للأطفال. ولكن هذه الأجهزة ليست متاحة بسهولة في الأسواق الوطنية، وإذا توفرت فهي باهظة الثمن، ولا يستطيع غالبية الأهالي تحمل تكاليفها. “طفلي يحتاج إلى قياس مستوى السكر في دمه من 6 إلى 8 مرات يوميًا، وكل قياس يعني وخز إصبعه الصغير. أصبحت أصابعه مليئة بالجروح. ألا نستحق أن نُرحم؟”، تسأل إحدى الأمهات، وهي تحمل بيدها جهاز القياس التقليدي.

إضافةً إلى نقص الأجهزة الطبية، يشكو الأهالي من الارتفاع المبالغ فيه في أسعار مستلزمات العناية بمرض السكري. “أشرطة القياس، رؤوس الإبر، كل شيء أصبح غاليًا بشكل لا يُطاق. كيف يمكن للأسرة متوسطة الدخل أن تستمر في توفير هذه الاحتياجات بشكل يومي؟”، يتساءل أحد الآباء.
لقد أصبحت التكاليف الباهظة للعلاج والمعيشة عبئًا لا يطاق على العائلات، خاصةً تلك التي تضم أكثر من طفل مصاب بالسكري. الأهالي يناشدون الجهات المختصة بتوفير دعم مادي شهري منتظم يلبي احتياجات أطفالهم، ويخفف من الضغوط المالية الهائلة التي تواجههم.

يُعاني أطفال السكري في المناطق الجنوبية من البلاد من إهمال شديد في الرعاية الصحية، فلا توجد مراكز متخصصة لرعاية هؤلاء الأطفال، ولا يوجد أطباء مختصون قريبون منهم. تضطر العائلات إلى السفر لمسافات طويلة لتلقي العلاج في مدن أخرى، مما يزيد من العبء النفسي والمادي عليهم. “نضطر لقطع مئات الكيلومترات للوصول إلى أقرب مركز طبي متخصص، هذا إذا وجدنا طبيباً. نحن نعاني في صمت”، يقول أحد أولياء الأمور من الجنوب.

يطالب أولياء الأمور بإجراءات عاجلة وحلول عملية تساهم في تحسين جودة حياة أطفالهم، بدءًا بتوفير الأدوية والأجهزة الطبية الضرورية، وصولًا إلى إنشاء مراكز صحية متخصصة في جميع مناطق البلاد. ويُعد توفير مضخات الأنسولين المتطورة، مثل جهاز “أومنيبود” Omnipod، أحد الحلول التي يمكن أن تسهم بشكل كبير في تنظيم مستويات السكر لدى الأطفال، وتقليل المضاعفات الصحية على المدى الطويل.
“هذه المضخات ليست مجرد أداة طبية، إنها أمل جديد لأطفالنا في حياة مستقرة وسليمة. التكنولوجيا الطبية المتطورة هي الحل الذي نحتاجه لإنقاذ أطفالنا”، يؤكد أحد الأمهات.

من بين المطالب الرئيسية التي يطرحها أولياء الأمور، ضرورة توفير مشرف صحي أو ممرض في كل مدرسة، سواءً كانت خاصة أو حكومية، للإشراف على صحة الأطفال المصابين بالسكري ومراقبة معدلات السكر لديهم خلال ساعات الدراسة. “لا يمكن أن نترك أطفالنا بدون متابعة في المدرسة. هم بحاجة دائمة إلى مراقبة مستويات السكر لضمان سلامتهم”، يقول أحد الآباء.
إن وجود مشرف صحي في المدارس سيساهم في توفير بيئة آمنة للأطفال السكريين ويقلل من القلق الذي يعيشه الأهالي بشكل يومي.

يشير الأهالي إلى أهمية دعم الأطباء المختصين في مجال السكري، وكذلك أخصائيي التغذية العلاجية، من خلال توفير دورات تدريبية مكثفة ومستدامة، بحيث يكونون على اطلاع دائم بأحدث التقنيات والوسائل العلاجية. “نحتاج إلى أطباء متمكنين ومتخصصين يستطيعون متابعة أطفالنا بشكل مستمر”، يقول أحد الأمهات، مشيرة إلى أن الدعم الطبي هو أساس النجاح في إدارة مرض السكري.

في ختام المطالب، يؤكد أولياء الأمور أن الاهتمام بشريحة أطفال السكري ليست رفاهية، بل هو ضرورة وطنية. “أطفالنا ليسوا مجرد أرقام. هم جيل المستقبل. إذا لم نتحرك الآن لحمايتهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية، فإننا نعرضهم لمضاعفات خطيرة في المستقبل”، يختم أحد الآباء كلامه بنبرة تجمع بين الألم والأمل.

 

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24