ليبيا الان

حجي: ليبيا بحاجة إلى منظومة رصد مناخي لتجنب العواصف المتكررة

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في الوقت الذي يشهد فيه العالم تغيرات مناخية غير مسبوقة، تظل ليبيا واحدة من الدول الأكثر تأثرًا بتلك التغيرات، التي تهدد الاستقرار البيئي والبشري على حد سواء. الدكتور عصام حجي، عالم الفضاء المصري بوكالة ناسا، أطلق تحذيرات صريحة تدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة للتعامل مع الأزمات المناخية التي تضرب المنطقة، مؤكدًا أن ليبيا بحاجة إلى منظومة رصد شاملة للتغيرات المناخية.

بحسب حجي، فإن موجات العواصف أصبحت تتكرر بشكل أكثر كثافة مما كانت عليه في الماضي. لم يعد من المقبول النظر إلى العواصف على أنها أحداث تحدث كل مئة عام. إذ تشير النماذج الرقمية إلى أن هذه الظواهر الجوية ستصبح جزءًا من الحياة اليومية في ليبيا. “لقد دخلنا عصرًا جديدًا من التغيرات المناخية”، يقول حجي، مضيفًا: “السدود التي شُيدت في الماضي، لم تعد كافية الآن، ونحن بحاجة إلى بناء المزيد وصيانة الموجود منها”.

من بين الأمور الأكثر خطورة في هذه التحذيرات، الإشارة إلى أن السدود التي بنيت في فترات سابقة لم تعد قادرة على مواجهة السيول المتزايدة. يشير حجي إلى أن السدود القديمة تحتاج إلى صيانة فورية وزيادة أعدادها، كما أن التغيرات المناخية تتطلب تخطيطًا عمرانيًا جديدًا يتلاءم مع الظروف المناخية المستجدة. “الأحياء القديمة التي شُيدت بعيدًا عن مجاري السيول، لم تتأثر مثل الأحياء الجديدة”، يوضح حجي، مشيرًا إلى أن هذا الفهم للبيئة المحلية كان متجذرًا في تفكير الأجداد الليبيين الذين عرفوا كيف يتعاملون مع الطبيعة.

التكنولوجيا، بحسب حجي، ليست بعيدة عن متناول ليبيا، لكن يلزم توجيه الاهتمام نحو استخدامها بالشكل الصحيح. يقول: “نحن نستطيع متابعة وسائل التواصل الاجتماعي حتى في أكثر الأماكن النائية، فكيف لا نتمكن من متابعة التغيرات المناخية، حتى أبسطها، مثل معدلات سقوط الأمطار؟”. هذه الإمكانيات التقنية يمكن أن تستخدم في بناء منظومة رصد متقدمة تساعد على حماية ليبيا من العواصف والكوارث المناخية.

الأمر ليس محليًا فحسب، إذ يشير حجي إلى أن المجتمع الدولي يتحمل جزءًا من المسؤولية في مساعدة ليبيا على التصدي لهذه التغيرات. إن إنشاء منظومة دفاع مناخية فعالة يتطلب جهودًا مشتركة بين الحكومة الليبية والمجتمع الدولي. هذه الجهود يجب أن تركز على تطوير البنية التحتية، بما في ذلك بناء سدود جديدة واستخدام تكنولوجيا متطورة لمراقبة وتحليل التغيرات المناخية.

ليست ليبيا وحدها التي تواجه هذا الخطر. المنطقة العربية بأكملها تعيش مرحلة من التغيرات المناخية المتسارعة. السيول التي شهدتها مصر والمغرب والسودان في الفترة الأخيرة هي خير دليل على أن هذه الظاهرة أصبحت تشمل المنطقة بأسرها. “التغيرات المناخية أصبحت واقعًا نعيشه وليس مجرد تهديد مستقبلي”، يوضح حجي، ويضيف: “نحن بحاجة إلى العمل الآن، قبل أن تصبح الأمور أكثر تعقيدًا”.

واحدة من النقاط الرئيسية التي يركز عليها حجي هي أهمية التوعية العامة. يقول: “العديد من المباني السكنية تم تشييدها في أماكن لم تعد صالحة للسكن بسبب التغيرات المناخية”. هذه التغيرات تتطلب إعادة النظر في كيفية بناء المدن وتخطيطها. الوعي العام ليس مجرد مطلب نخبوي، بل هو ضرورة تمس حياة الناس بشكل يومي. “يجب أن يفهم الجميع، من المسؤولين إلى المواطنين العاديين، أن ما يحدث ليس حدثًا عرضيًا بل هو واقع جديد يجب التكيف معه”، يقول حجي.

التغيرات المناخية في ليبيا وفي المنطقة العربية بشكل عام تتطلب تحركًا عاجلاً. هذه التحركات يجب أن تبدأ من تطوير منظومة رصد شاملة تستطيع متابعة الظواهر الجوية وتحليلها، مرورًا بصيانة السدود الحالية وبناء سدود جديدة، وصولاً إلى توعية الناس بالخطر الذي يواجهونه. إن دعوة الدكتور عصام حجي ليست مجرد تحذير، بل هي نداء عاجل للتحرك قبل أن يفوت الأوان.

 

 

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24