ليبيا الان

التكبالي: أزمة ليبيا تتطلب الحزم واستقرار البنك المركزي

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

التكبالي: أزمة ليبيا بين الحزم والتحديات السياسية في المصرف المركزي

يشهد المشهد السياسي في ليبيا تطورات جديدة وسط تفاؤل حذر يعكسه تصريح عضو مجلس النواب، علي التكبالي، حول التحركات الجارية في العاصمة طرابلس. يشير التكبالي إلى أن هناك بوادر إيجابية لتشكيل حكومة تشمل كافة الأطراف الليبية، لكن هذا التفاؤل مشروط بضرورة الحسم في ملف المصرف المركزي، وتحديدًا فيما يتعلق ببقاء المحافظ الحالي الصديق الكبير، والذي أصبح محورًا للجدل السياسي الداخلي والدولي.

في الوقت الذي تُجرى فيه محادثات مكثفة لتشكيل حكومة جديدة، أشار التكبالي إلى أن هذه التحركات قد تكون بداية لحل شامل للأزمة الليبية، إذا ما توفرت الإرادة السياسية الحقيقية. لكنه لم يخفِ تخوفه من أن هذه التحركات قد تُواجَه بمعوقات على رأسها التدخلات الدولية ودور الأمم المتحدة التي تُدعم تشكيل حكومة جديدة، وهو ما قد يستغرق وقتًا أكثر مما يتحمله الوضع الحالي.

“هناك جماعة تريد تشكيل حكومة أخرى بمساعدة الأمم المتحدة، ولكن هذا سيأخذ وقتًا”، هكذا صرّح التكبالي في حديثه خلال مقابلة تلفزيونية تابعتها “أخبار ليبيا 24”، مضيفًا أن تأخر هذا الحل السياسي قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يتطلب تحركًا سريعًا من البرلمان الليبي.

يتناول التكبالي في تصريحاته أيضًا موضوع بقاء المحافظ المركزي، الصديق الكبير، الذي كان محورًا للعديد من المناقشات في الأوساط السياسية. حيث يرى أن بقاءه في هذا المنصب يجب أن يكون مؤقتًا، مبررًا ذلك بأن الوضع السياسي الحالي يتطلب الاستقرار والهدوء.

“على النواب أن يتحملوا مسؤوليتهم ويقولوا إنه ترك الكبير يبقى لطمأنة العالم وحتى تنفتح الأمور على الليبيين”، يقول التكبالي، معتبرًا أن قرار مجلس النواب بعدم الإسراع في تعيين محافظ جديد يهدف إلى تهدئة الوضع الخارجي وضمان استمرارية الاستقرار المالي المؤقت في البلاد.

لكن يبقى السؤال الملح: هل يمكن أن يكون بقاء الكبير مجرد مسكن مؤقت للأزمة الاقتصادية؟ التكبالي يعتقد أن استبداله يجب أن يحدث في جو من الاستقرار والهدوء، مشيرًا إلى أن الرجل يملك “كل الأسرار” وعلاقاته الكبيرة مع مختلف الدول، مما يجعله شخصية غير قابلة للتغيير في ظل الظروف الراهنة.

يتطرق التكبالي إلى حادثة اقتحام المصرف المركزي، التي أثارت الكثير من الجدل في الداخل والخارج. وصف التكبالي هذا العمل بالهمجي، مشيرًا إلى أن منفذيه “يظنون أنهم في إسطبل”. ويضيف أن هؤلاء الجناة ليسوا سوى جزء من “عصابة الأربعة” التي تتحكم في المشهد السياسي الليبي وتسعى لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب مصلحة الشعب.

التكبالي لم يستبعد وجود تدخلات خارجية وراء هذه العملية، حيث ألمح إلى أن بعض الدول قد تكون قدمت الدعم أو الإيعاز لتنفيذ هذا الهجوم. “اقتحام المصرف ربما تم بمساعدة أو إيعاز من بعض الدول”، قال التكبالي، مشددًا على أن هذه التصرفات لا تعكس سوى ضعف الوعي السياسي لدى الفاعلين وغياب الفهم العميق لما يجري في الساحة الدولية.

المشهد الليبي المعقد يضع مجلس النواب أمام اختبار حقيقي، خصوصًا فيما يتعلق بقرارهم حول بقاء المحافظ الكبير واستبداله. التكبالي يرى أن البرلمان يجب أن يتحمل مسؤوليته وأن يتخذ قرارًا سريعًا في هذا الشأن لضمان عدم تفاقم الأوضاع المالية.

الوضع الحالي يفرض تحديات كبيرة على الساحة السياسية والاقتصادية، ويحتاج إلى تحرك سريع وحاسم. لكن يبقى السؤال: هل سيتمكن النواب من اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب؟

من الواضح أن ليبيا ليست بمعزل عن التأثيرات الدولية، حيث تلعب الدول الكبرى دورًا كبيرًا في تشكيل المشهد السياسي الداخلي. التكبالي يرى أن التدخلات الدولية قد تكون جزءًا من المشكلة، مؤكدًا أن الاستقرار الداخلي يتطلب تقليل هذه التدخلات إلى حد كبير.

وفي النهاية، يبقى المشهد السياسي في ليبيا مرهونًا بالتوافق بين الأطراف الليبية من جهة، وبالتعامل مع التدخلات الخارجية بحذر من جهة أخرى. التكبالي يعبر عن تفاؤله، لكنه يؤكد أن التفاؤل وحده لا يكفي، بل يجب أن يتبعه تحرك عملي من قبل النواب والقادة السياسيين.

 

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24