ليبيا الان

غيث: الاستقرار يعتمد على التنمية وليس الانتخابات فقط

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

الطريق إلى الاستقرار: امراجع غيث والدفاع عن التنمية كأولوية وطنية

منذ بداية العقد الماضي، تواجه ليبيا تحديات سياسية وأمنية جسيمة جعلت مسار الاستقرار صعب المنال. وبينما يتوقع البعض أن تكون الانتخابات القاعدة الأساسية لإعادة النظام وتوحيد البلاد، يرى آخرون أن التنمية الاقتصادية والبنية التحتية هما المفتاح الحقيقي لفتح آفاق الاستقرار. أحد هؤلاء المدافعين عن هذا التوجه هو . عضو مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي سابقًا، امراجع غيث، والذي أكد في العديد من تصريحاته أن التنمية المستدامة لا يمكن تأجيلها أو تجاهلها انتظاراً للحلول السياسية.

في منشور له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” رصدته “أخبار ليبيا 24“، تحدى غيث الأصوات التي تطالب بوقف المشروعات التنموية بحجة أن “الوقت غير مناسب”، مشيراً إلى أن هذه المشروعات هي الأساس في بناء مستقبل مستقر وآمن للشعب الليبي. فبالنسبة لغيث، لا يجب النظر إلى التنمية على أنها رفاهية أو خيار ثانوي، بل هي شرط أساسي لتوفير حياة كريمة للمواطنين في جميع أنحاء البلاد.

من الأمثلة التي طرحها غيث للدفاع عن التنمية، كانت قضية التعليم وتكدس الطلاب في الفصول الدراسية. “هل نوقف بناء مدارس جديدة ونكدس الطلاب في الفصول القديمة؟” تساؤل وجهه غيث لأولئك الذين يطالبون بوقف المشاريع. ليبيا، مثلها مثل العديد من الدول التي تعاني من النزاعات، تواجه نقصاً حاداً في البنية التحتية التعليمية. هذا النقص يؤثر بشكل مباشر على جودة التعليم ويُعمق الفجوة بين الأجيال.

يعتبر التعليم إحدى الركائز الأساسية لتحقيق التنمية. توقف بناء المدارس أو إصلاحها يعني تعطيل أجيال قادمة وتركهم عرضة للجهل والفقر. غيث يشدد على أن وقف المشروعات التنموية بحجة “الوقت غير مناسب” ليس حلاً بل يزيد الأوضاع سوءاً. إذا كنا نهدف إلى الاستقرار على المدى الطويل، فيجب أن نبدأ بالاستثمار في التعليم، لأن جيلاً متعلماً سيكون قادراً على إعادة بناء البلاد وتجاوز الأزمات.

تحدث غيث أيضاً عن ضرورة استمرار بناء الطرق، خصوصاً الطرق الحيوية التي تربط المدن والقرى النائية ببعضها. مثل طريق أجدايبيا-جالو وجالو-الكفرة، وهي شرايين حياة لمناطق نائية تحتاج إلى البنية التحتية لتأمين التنقل الآمن والخدمات الأساسية. في غياب هذه الطرق، يجد السكان أنفسهم مجبرين على التنقل في ظروف خطيرة مما يعرّض حياتهم للخطر.

هنا يتساءل غيث: “هل نترك الناس بدون سفر على طرق آمنة؟” فبالنسبة له، التنمية ليست خياراً بل ضرورة، والطريق إلى الاستقرار يمر عبر بنية تحتية قوية تضمن الأمان والراحة للمواطنين في حياتهم اليومية. مشروعات الطرق ليست مجرد أعمال هندسية، بل هي استثمار في مستقبل البلاد وشبكة أمان تتيح لسكان المناطق النائية الاستفادة من خدمات التعليم، الصحة، والتجارة.

لكن غيث لا يكتفي بالحديث عن المشروعات التنموية فحسب، بل يشير أيضاً إلى الفكرة السائدة بين بعض السياسيين بأن الاستقرار في ليبيا لن يتحقق إلا من خلال إجراء الانتخابات. يعارض غيث هذا التوجه، حيث يرى أن ربط الاستقرار بالانتخابات فقط هو نوع من التأجيل المستمر، خاصة في ظل تعقيدات الوضع السياسي.

“الاستقرار لن يأتي عبر المناكفات السياسية وعبر قاعدة دستورية للانتخابات”، بهذه الكلمات ألقى غيث الضوء على أن التركيز المفرط على الانتخابات كحل وحيد للأزمة الليبية هو مجرد مضيعة للوقت. فهو يشير إلى أن الانتخابات، وإن كانت جزءاً من الحل، لا يمكن أن تحل كل مشاكل البلاد. فالتنمية الاقتصادية والبنية التحتية ضرورية لإعادة بناء الثقة بين المواطنين والحكومة، وتوفير ظروف معيشية مستقرة.

المفتاح الحقيقي لاستقرار ليبيا، بحسب غيث، يكمن في ثلاث كلمات: “التنمية والتنمية والتنمية”. هذه الفلسفة تُلخص رؤيته لمستقبل ليبيا؛ دولة تتمتع ببنية تحتية قوية، نظام تعليمي متطور، وطرق آمنة تربط مختلف أرجاء البلاد. ويرى غيث أن التنمية ليست مجرد هدف، بل هي الوسيلة لتحقيق استقرار دائم في البلاد، بعيداً عن التجاذبات السياسية والصراعات التي عطلت التنمية لعقود.

في الختام، يُعتبر حديث امراجع غيث دعوة صريحة للتفكير في مستقبل ليبيا بطريقة مختلفة. بدلاً من انتظار الحلول السياسية التي قد لا تأتي قريباً، يجب على ليبيا أن تبني نفسها من الداخل من خلال الاستثمار في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فبهذا النهج، يمكن أن تتحقق الاستدامة والاستقرار اللذان يطمح إليهما الشعب الليبي.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24