في بيان مشترك يعبّر عن التزام واضح بدعم مسار الديمقراطية في ليبيا، دعت بعثة الاتحاد الأوروبي، إلى جانب البعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء، كافة الأطراف المعنية بالانتخابات البلدية في ليبيا إلى التعاون لإنجاح هذه المرحلة الحاسمة من الحكم المحلي. البيان، الذي صدر في وقت حساس من المشهد السياسي الليبي، أكد على ضرورة توفير بيئة آمنة وشاملة للجميع، تعزز المشاركة السياسية البناءة وتكرّس مبدأ التمثيل العادل.
جاء في البيان إشادة واضحة بالمفوضية العليا للانتخابات، واصفاً عملها بالإنجاز الهام في مسار تحقيق الحكم المحلي التمثيلي. ويُنظر إلى هذا الإشادة باعتبارها رسالة دعم مباشر للمؤسسات الليبية التي تسعى جاهدة لإدارة عمليات انتخابية وسط تحديات أمنية وسياسية متزايدة.
لم يقتصر البيان على الإشادة بالمفوضية، بل ركز أيضاً على دور الناخبين والمرشحين في هذه المرحلة. دعا الاتحاد الأوروبي الناخبين إلى المشاركة الفعالة في الانتخابات، مؤكداً أن اختيار القادة المحليين الممثلين لاحتياجاتهم وتطلعاتهم هو أساس تعزيز الحكم الديمقراطي. وفي ذات السياق، شجع البيان المرشحين على التحلي بالنزاهة خلال العملية الانتخابية، واتباع مدونة قواعد السلوك التي وضعتها المفوضية.
أبرز ما جاء في البيان هو الدعوة لتوفير بيئة آمنة قبل وأثناء وبعد يوم التصويت. الاتحاد الأوروبي شدد على ضرورة أن تعمل السلطات المحلية والمركزية معاً لضمان سلامة العملية الانتخابية، وأن تسود أجواء تُشجّع المشاركة دون خوف أو تمييز. هذه الدعوة تأتي في ظل تقارير عن توترات محتملة في بعض المناطق، ما يضع تحديات إضافية أمام الجهات المنظمة.
في ختام البيان، أكد الاتحاد الأوروبي التزامه بدعم المؤسسات الليبية ذات الصلة، مشيراً إلى أن تعزيز الديمقراطية المحلية يشكل جزءاً من رؤية شاملة لتحقيق الاستقرار في البلاد. هذا الدعم لا يقتصر على الجانب السياسي، بل يمتد ليشمل برامج تدريبية، ومساعدات تقنية لتعزيز كفاءة المفوضية والسلطات المحلية.
تعكس دعوة الاتحاد الأوروبي اهتماماً متزايداً بالمشهد السياسي الليبي، حيث تُعد الانتخابات المحلية خطوة محورية نحو تحقيق الاستقرار. الحكم المحلي التمثيلي ليس مجرد وسيلة لإدارة الشؤون اليومية، بل يمثل حجر الزاوية في أي نظام ديمقراطي. دعم الاتحاد الأوروبي لهذه العملية يأتي مدفوعاً بإدراكه أن بناء مؤسسات قوية يبدأ من القاعدة، وأن تعزيز الثقة بين المواطنين والمؤسسات يُعتبر السبيل الأمثل لطي صفحة الانقسام السياسي.
مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية، تبدو ليبيا أمام فرصة جديدة لتأكيد التزامها بالديمقراطية، وسط دعم دولي متزايد. نجاح هذه المرحلة يعتمد على تعاون كافة الأطراف لضمان بيئة انتخابية تعكس تطلعات المواطنين. الاتحاد الأوروبي، من جهته، يبدو عازماً على أن يكون شريكاً فعّالاً في تحقيق هذا الهدف، مؤمناً بأن الديمقراطية المحلية هي الطريق نحو استقرار شامل ومستدام في ليبيا.
