عاجل ليبيا الان

هل يعبد خليفة حفتر الطريق أمام نجله صدام لخلافته؟

مصدر الخبر / Independent

أثار إعلان قائد “الجيش الوطني الليبي” المشير خليفة حفتر، تعيين نجله صدام نائباً له تساؤلات حول دلالات ذلك وسط تكهنات بأن “صدام” البالغ من العمر 34 سنة بات على طريق مفتوح لخلافة والده.
وذكر بيان لـ”الجيش الوطني” أن حفتر (82 سنة)، “يكلف الفريق أول صدام خليفة حفتر، نائباً للقائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية”، لكن لم يأت على ذكر الأسباب.
وعلى رغم أن مكتب صدام لم يعلق على الفور على هذه الخطوة، غير أن ضابطاً مقرباً من القيادة العامة، قال شريطة عدم ذكر اسمه، كونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، إن “تعيين نجل حفتر جاء في ظل مساع يبذلها والده من أجل تحديث قدرات الجيش وأيضاً تعزيز دوره في رسم المشهد السياسي في البلاد في المرحلة المقبلة”.

وريث والده

ومنذ أشهر، تدرج صدام حفتر في سلم الرتب العسكرية، حيث عين في وقت سابق رئيساً لأركان القوات البرية، كما لعب أدواراً خارجية بارزة حيث أجرى زيارات دبلوماسية إلى دول مثل بيلاروس.
وبدأ صدام مسيرته العسكرية من خلال قيادة “لواء طارق بن زياد” عام 2016، قبل أن يمنح رتبة رائد ثم مقدم من قبل مجلس النواب المنعقد في شرق ليبيا، قبل ترقيته إلى رتبة عقيد ثم عميد في مايو (أيار) 2023، وفي أغسطس (آب) 2024 أصدر والده ترقية له إلى رتبة فريق بعد أشهر قليلة من تعيينه قائداً للقوات البرية.
وبات أبناء حفتر في السنوات الأخيرة يؤدون أدواراً متقدمة، إذ يقود خالد حفتر الأركان الأمنية في شرق البلاد، بينما يدير بلقاسم حفتر “صندوق إعادة الإعمار والتنمية” المخصص لإعمار مدينة درنة التي تعرضت لإعصار مدمر عام 2023.
وقال الباحث السياسي الليبي عبدالله الكبير، إن “هذه الخطوة تعبد بالفعل الطريق أمام خلافة صدام حفتر لوالده، وهي خطوة متوقعة مع تقدم حفتر في السن ودعوات حلفائه في الخارج إلى ترتيب الأمور تفادياً لصراع محتمل بين الإخوة حول تركة والدهم في حال الغياب المفاجئ”.
وتابع الكبير أنه “منذ سنوات وأبناء حفتر يتولون كثيراً من مهام القيادة والتواصل محلياً ودولياً بسبب تراجع قدرات حفتر الأب بحكم السن وتأثير ذلك في ممارسته مهامه”، مشيراً إلى أن “بعض الليبيين يرفضون هكذا توجهات لأنهم يتوقون إلى بناء مؤسسة عسكرية تحتكم إلى لوائح وقوانين داخلية واضحة تنظم عملها ورتبها العسكرية وتعييناتها”.
وبالفعل، تنقسم المؤسسة العسكرية في ليبيا إلى قسمين، “الجيش” في شرق وجنوب البلاد بقيادة حفتر، وقوات غرب ليبيا، التي يقودها رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، عبدالحميد الدبيبة، وباءت محاولات توحيد تلك المؤسسة بالفشل رغم الوساطات المحلية والدولية.

خطوة شجاعة

في المقابل، رحبت بعض الأوساط السياسية في ليبيا بتعيين صدام حفتر نائباً لوالده حيث قال الناشط السياسي عبدالرحيم البركي، إن “التعيين خطوة شجاعة من أجل تطوير الجيش”.
ورأى البركي في “قرار تكليف الفريق صدام حفتر عملاً شجاعاً وتقديراً كبيراً للمسؤولية التاريخية في بناء القوات المسلحة وتطويرها، والمحافظة على تماسكها وانضباطها”.
وبين البركي أن “هذا القرار الحكيم يتماشى مع رؤية المشير 2030 لتطوير الجيش الليبي”، معتبراً أنها “خطوة تهم جميع القوى الوطنية الساعية لتعزيز قدرات المؤسسة العسكرية والحفاظ على وحدتها”.

نفس صلاحيات والده

وعلى رغم أن بيان “الجيش الوطني الليبي” لم يذكر الصلاحيات التي يملكها صدام حفتر الآن بموجب تعيينه، فإن كثراً يتوقعون أن يديه ستكون مطلقة أكثر على الصعيدين العسكري والسياسي.
وجاء تعيين صدام في وقت أطلق فيه “الجيش الوطني الليبي” ما سماها “رؤية القائد لعام 2030” في استراتيجية تستهدف تطوير وتعزيز قدرات قواته التي لا تزال تواجه تحديات أمنية متعاظمة خصوصاً بعد الكشف، أخيراً، عن خلايا لتنظيم “داعش” في جنوب ليبيا.
وقال الكبير، إن “من المحتمل أن يتولى صدام حفتر نفس الصلاحيات التي كان يمارسها والده، وهي الإشراف على قواته وتمويلها وأيضاً إدارة علاقاتها الخارجية”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

“رئاسي” بلا نفوذ

إلا أن الخطوة التي أقدم عليها حفتر أثارت حفيظة كثيرين في الشارع الليبي من أن تقود إلى خلاف مع بعض المؤسسات الرسمية يتقدمها المجلس الرئاسي الذي يعد رئيسه، محمد المنفي، قائداً للجيش بحسب اتفاق جنيف الذي أبرمه الفرقاء الليبيون عام 2020.
ومنذ أعوام، دفعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بجهود تستهدف توحيد المؤسسة العسكرية في البلاد، لكنها لم تحقق اختراقات كبيرة في هذا الشأن بعد.
وقال الباحث السياسي والأمني المتخصص في الشأن الليبي، رشيد خشانة، إن “خطوة حفتر مثيرة ولافتة بالفعل، وتنم عن مسعى منه نفسه لحسم الصراع الذي قد ينشب بين أبنائه من أجل خلافته ويبدو أنه يميل إلى توريث صدام باعتباره في نظره الأكفأ والأقدر على خلافته في منصب قائد الجيش”.
وأردف خشانة أن “هذا التعيين قد يثير حفيظة المجلس الرئاسي، لكن الأخير ليس له نفوذ وأصبحت له صلاحيات صورية، حيث يعجز بالفعل عن لعب دور بارز في إدارة الأزمة السياسية والأمنية التي تشهدها ليبيا”.

حفتر حسم أمره

وتأتي هذه التطورات في وقت يتردد فيه حديث عن سباق بين أبناء حفتر، وهم ستة، حول خلافته، لا سيما في ظل محاولات متزايدة لاستبعاده من أي استحقاق انتخابي مقبل في ليبيا.
وتسعى البعثة الأممية وأطراف أخرى إلى إنهاء الانسداد السياسي، الذي تعرفه ليبيا منذ عام 2019، من خلال فك عقدة الانتخابات بشقيها الرئاسي والبرلماني حيث تتأهب المبعوثة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة، هنا تيتيه، لإطلاق خريطة طريق جديدة تستهدف دفع البلاد نحو انتخابات عامة.
وعد خشانة أن “من الواضح أن حفتر حسم أمر خلافته إلى صدام، فهو يرى أن الأخير يملك رصيداً سياسياً مهماً بخلاف أشقائه الذين يهتمون أكثر بالاقتصاد والأعمال، ومن ثم الكفة رجحت لمصلحة صدام”.

تقارير
تقارير
تقارير
تقارير

يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

Independent

أضف تعليقـك

10 + 8 =