ليبيا الان

مؤتمر لندن.. مساعٍ سياسية بلا وجوه جديدة

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

هل يبقى مؤتمر لندن مجرد لقاء بلا جدوى؟

بينما تتأرجح ليبيا على حافة الفوضى المستمرة، جاء تصريح عضو مجلس النواب، علي التكبالي ليعكس واقعًا مألوفًا: نفس الاجتماعات الدولية، نفس الوجوه السياسية، ونفس النتائج المتكررة. مؤتمر لندن المرتقب، كما وصفه التكبالي، ليس إلا استعراضًا جديدًا في مسلسل الوعود الأممية التي لم تُنفذ على أرض الواقع.

التكبالي في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24” ألقى الضوء على حقيقة مريرة: النخب السياسية التي تتصدر المشهد الليبي لم تتغير. هي نفس الشخصيات التي شاركت في إفساد البلاد وتقويض مؤسساتها، ومع ذلك تستمر في الترشح لكل حكومة مقترحة. لكن كيف يمكن لمن كان جزءًا من المشكلة أن يصبح جزءًا من الحل؟

يأتي مؤتمر لندن في وقت يتسم بالجمود السياسي والتدهور الاقتصادي. وبينما يروج منظموه لفكرة طرح حلول شاملة للأزمة الليبية، يشكك التكبالي في جدوى هذه المحاولات. يقول إن اللقاء سيقتصر على تبادل الآراء والمواقف دون تقديم أي حلول عملية ملموسة، مشيرًا إلى أن الملفات الرئيسية، مثل الانتخابات وتشكيل حكومة موحدة، ستظل عالقة في دائرة التكرار.

يشير التكبالي إلى سجل الأمم المتحدة في ليبيا، حيث تعاقب المبعوثون الأمميون على تقديم خطط لم تحقق أي تقدم ملموس. من المفترض أن يعمل المؤتمر على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة، ولكن التجارب السابقة أظهرت أن الوعود الأممية غالبًا ما تكون بعيدة عن التنفيذ.

الأزمة لا تتعلق فقط بآليات الحوار، بل أيضًا بأطرافه. يرى التكبالي أن الشخصيات المرشحة لقيادة الحكومة الجديدة هي ذاتها التي ارتبط اسمها بالفساد وسوء الإدارة. “هؤلاء السياسيون لا يمكنهم تشكيل حكومة موحدة كما يدّعون”، يقول التكبالي، محذرًا من أن الاعتماد على نفس الأساليب والشخصيات لن يؤدي إلا إلى استمرار الأزمة.

لا يمكن قراءة تصريحات التكبالي دون وضعها في سياق نقد أوسع لحكومة عبد الحميد الدبيبة، التي تواجه اتهامات متزايدة بالفساد وسوء الإدارة. حكومة الدبيبة، التي قدمت نفسها كحكومة انتقالية تهدف إلى تنظيم الانتخابات، باتت جزءًا من المشكلة، لا الحل. استمرارها في السلطة دون تحقيق تقدم حقيقي على صعيد الملفات الأساسية، مثل تحسين الخدمات أو توحيد المؤسسات، يضع علامات استفهام حول نواياها الحقيقية.

إذا كان مؤتمر لندن مآله الفشل كما يتوقع التكبالي، فما هو البديل؟ الإجابة، كما يراها الكثيرون، تكمن في تغيير جذري في النخب السياسية وآليات الحوار. يجب أن تكون هناك إرادة حقيقية للتغيير، تبدأ بإقصاء الشخصيات التي ارتبطت بفشل الماضي وإعطاء فرصة لجيل جديد من القادة.

ختامًا
تصريحات علي التكبالي تكشف عن إحباط واسع من العملية السياسية في ليبيا. وبينما تستمر الوعود الدولية، يبقى التساؤل: هل يمكن أن تكون هناك حلول جديدة خارج إطار النمط المتكرر؟ أم أن ليبيا محكوم عليها بالبقاء في حلقة مفرغة من الفوضى؟

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24