ليبيا الان

تضارب المصالح الدولية يعقّد حل الأزمة الليبية

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

بينما تتواصل الاجتماعات الدولية بشأن الأزمة الليبية، يطفو على السطح سؤال مُلّح: أين هو الصوت الليبي الحقيقي؟ في أروقة لندن، حيث اجتمع ممثلو الدول الكبرى لبحث مصير ليبيا، غاب من يمثل الشعب الليبي، تاركًا الساحة الدولية لقرارات قد تزيد من تعقيد المشهد الداخلي.

السويح يدق ناقوس الخطر
في تصريح لافت، أبدى عضو مجلس الدولة، علي السويح، استياءه مما وصفه بـ”الإقصاء الفعلي” لليبيين من مداولات مصيرية، مؤكدًا أن غياب التمثيل الوطني في مثل هذه الاجتماعات يُعدّ استهتارًا بمبدأ السيادة. وقال السويح: “كيف يُبحث مستقبل ليبيا في قاعات مغلقة دون صوت ليبي حقيقي يعبر عن آمال شعبنا؟”

هذا الغياب لم يكن بالنسبة للسويح مجرد تقصير عابر، بل انعكاس واضح لفشل الأطراف السياسية المحلية في الاضطلاع بمسؤولياتها الوطنية، مما أفسح المجال لتدخلات دولية تُعزز حالة الجمود القائمة.

غياب الآليات… وصفة للفشل
بحسب السويح، في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24“، فإن الاجتماعات الدولية التي تُعقد في العواصم الكبرى تفتقر غالبًا إلى آليات تنفيذ فعّالة. ورغم كثرة التصريحات الداعية إلى تحقيق الاستقرار، فإن غياب خطة محددة لتنفيذ القرارات يجعل هذه الاجتماعات أقرب إلى مظاهر بروتوكولية منها إلى جهود حقيقية لإنهاء الأزمة.

وأشار السويح إلى أن غياب العقوبات الرادعة على الأطراف المعرقلة للعملية السياسية يجعل من السهل تجاهل أي مخرجات قد تصدر عن هذه الاجتماعات. “لا يمكن لأي اجتماع أن ينجح في ظل غياب آليات تُلزم الأطراف المعنية بالحلول المُقترحة”، قال السويح بحزم.

تضارب الأجندات الدولية… عائق أمام الحل
السويح لم يتوقف عند حدود النقد المحلي، بل سلط الضوء على تضارب المصالح بين الدول المشاركة في هذه الاجتماعات. وقال إن هذا التضارب يشكّل عائقًا كبيرًا أمام أي تقدم يُمكن إحرازه، حيث تسعى كل دولة لتحقيق أجندتها الخاصة على حساب المصالح الليبية.

ويرى السويح أن تعدد الأطراف الخارجية واختلاف توجهاتها يؤدي إلى تعزيز الانقسام الداخلي، إذ تُستخدم الأطراف الليبية كورقة ضغط في صراع القوى الدولية. وأضاف: “بدلًا من تقريب وجهات النظر، نجد أن هذه الاجتماعات تُفاقم الانقسام، مما يعيدنا إلى نقطة الصفر.”

مصير الأزمة الليبية في مهب الريح
مع انتهاء اجتماع لندن، يبقى السؤال عالقًا: إلى متى ستظل ليبيا حبيسة الأجندات الدولية؟ وبينما تتواصل الاجتماعات دون نتائج ملموسة، يبقى الشعب الليبي، المغيب عن طاولات الحوار، في انتظار حل يُعيد له الأمل في مستقبل يليق بتضحياته.

الطريق إلى الاستقرار الليبي لن يكون عبر اجتماعات تُعقد في عواصم بعيدة، بل من خلال تمكين الشعب الليبي ليكون صاحب القرار في مصيره. وحتى يتحقق ذلك، ستظل الأزمة الليبية رهينة المصالح المتضاربة، بلا أفق واضح للحل.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24