في مشهد يعكس توتر الساحة السياسية، وجّه الدبلوماسي السابق حسن الصغير انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة، مشككًا في مصداقيته وقدرته على الالتزام بأي نتائج انتخابية لا تصب في مصلحته. تصريحات الصغير أثارت جدلًا واسعًا، حيث حملت لهجة ساخرة، وصف فيها الدبيبة بـ”الكوميدي السياسي” الذي يجيد التلاعب بالوعود، لكنه يفتقر للعهود.
“أي انتخابات لا تحقق طموحات جماعة الدبيبة ستُلغى أو تُدفن في مكب النفايات”، هكذا صرّح الصغير في سلسلة منشورات عبر صفحته على “فيسبوك” رصدتها “أخبار ليبيا 24”، مشيرًا إلى سابقة انتخابات بلدية زمزم، التي ألغيت تحت ذرائع مبهمة بعد أن كشفت نتائجها عن خسارة حلفاء الدبيبة. الصغير أوضح أن هذا النهج ليس جديدًا على رئيس الحكومة، إذ يرى أن مصير أي عملية انتخابية ضد مصالحه ستكون مشابهة، مضيفًا أن الدبيبة يفتقر للمصداقية السياسية ولا يعترف بأدنى مبادئ الديمقراطية.
لم يتوانَ الصغير عن وصف الدبيبة بالكوميدي السياسي الذي يبدع في الظهور الإعلامي والخطابات الجماهيرية، لكنه لا يقدم حلولًا ملموسة. هذا الأسلوب، كما يرى الصغير، يُعد محاولة للتغطية على فشل حقيقي في إدارة المشهد السياسي، واستبداله بخطاب شعبوي لا يتجاوز كونه “عرضًا ترفيهيًا سياسيًا”.
انتخابات بلدية زمزم أصبحت رمزًا لحالة التناقض الصارخ في خطاب الدبيبة حول الديمقراطية. الصغير تساءل: “كيف يمكن لرجل يدّعي دعمه للانتخابات أن ينقلب عليها فور خسارتها؟”، مشددًا على أن الاعتراف بالنتائج وتنفيذ قرارات المفوضية هو المعيار الحقيقي لأي قيادة تؤمن بالديمقراطية.
في ختام تصريحاته، وجه الصغير تحديًا مباشرًا للدبيبة، قائلًا: “أتحداك أن تعترف بقرار انتخابات بلدية زمزم وتنفذه.” هذا التحدي يحمل في طياته رسالة واضحة بأن أي محاولات للالتفاف على الإرادة الشعبية لن تمر مرور الكرام، وأن الشعب الليبي بحاجة إلى قيادة تؤمن بالتغيير الحقيقي.
تصريحات الصغير ألقت الضوء على أزمة الثقة المتفاقمة بين الحكومة الليبية والمواطنين، لا سيما في ظل استحقاقات انتخابية باتت محل شكوك متزايدة. إذا استمر النهج الحالي، يرى مراقبون أن ليبيا قد تواجه مرحلة أكثر تعقيدًا، حيث تصبح الانتخابات مجرد وسيلة لتحقيق مصالح ضيقة بدلًا من أن تكون حلًا للمأزق السياسي.
رغم شعبية خطاب الدبيبة بين شرائح معينة، يبقى السؤال الأكبر حول مدى التزامه بالقرارات السيادية والانتخابية. فالحالة الراهنة تشير إلى فجوة كبيرة بين ما يُقال في المنصات الإعلامية وما يُنفذ على أرض الواقع.